دافعت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن الزيارة التي قام بها وفد إعلامي مغربي يضم خمسة صحافيين إلى بلادها، وانتقدت ردود فعل الهيئات الحقوقية والنقابية التي نددت بالزيارة إلى الدولة العبرية. وأكد إيمانويل ناشون، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن "لا شيء يُمكنه أن يمنع أو يُصادر حرية الصحافيين المغاربة في التنقل إلى إسرائيل". وأضاف المسؤول ذاته في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "العالم أصبح اليوم أكثر حرية وانفتاحاً على الجميع، وأن إغلاق العيون لم يعد مقبولاً بالنسبة للصحفيين الذين يسعون إلى الوصول إلى الحقيقة". وبالرغم من الجدل الذي أثارته زيارة الوفد الإعلامي إلى إسرائيل، والذي اعتبرته النقابة الوطنية للصحافة المغربية يدخل ضمن نطاق استهداف الجسم الصحافي المغربي؛ فقد دعت الخارجية الإسرائيلية جميع الصحافيين من العالم العربي إلى زيارة تل أبيب، للوقوف على حقيقة الأوضاع. وفي وقت لم تُصدر فيه وزارة الثقافة والاتصال أي رد فعل رسمي بخصوص زيارة الصحافيين إلى إسرائيل، بالرغم من أن الحكومة تؤكد في تصريحات مختلفة أن "التطبيع مع الكيان الصهيوني خط أحمر"، اعتبر محمد الأعرج، الوزير المسؤول على القطاع، أن هذه الزيارة هي "خروج عن الموقف الرسمي والشعبي المغربي، المعروف بمساندته للقضية الفلسطينية في جميع تجلياتها". وشدد المسؤول الحكومي، في تصريحات للصحافة، على أن "وزارة الاتصال متشبثة بمجموعة من القرارات الصادرة عن وزراء الإعلام العرب في السنوات الماضية، وكذا التوصيات الصادرة عن الجامعة العربية بخصوص الوقوف ضد مثل هاته الزيارات باتجاه الكيان الإسرائيلي". وكشف الأعرج أن وزارته شرعت في الاتصال مع الهيئات الصحافية المهنية التي تضم هؤلاء الصحافيين الذين وردت أسماؤهم ضمن الوفد الذي قام بزيارة لإسرائيل، "لوضع ضوابط صارمة لعدم تكرار مثل هاته الزيارات". يشار إلى أن النقابة الوطنية للصحافة كانت قد أكدت، في بلاغ سابق، أن "موقفها الثابت بشأن مناهضة جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي يحتل أرض شعب آخر، بالحديد والنار والمجازر والقتل والتشريد والاعتقال والتعذيب، وهو ما أدانته الأممالمتحدة في العديد من قراراتها وتوصياتها التي ترفض إسرائيل احترامها". وحسب المصدر ذاته، فإن "هذه المبادرة التي قام بها الصحافيون الخمسة لا تلزم إلا أصحابها، والجهة التي توسطت فيها، خصوصاً أن الأمر لا يتعلق بإنجاز مهمة صحافية ممولة من المؤسسات التي ينتمي إليها هؤلاء؛ بل إنها دعوة مباشرة من سلطات الكيان الصهيوني وبتمويل منه وتتم لمباركة وتزكية السياسة العدوانية والإجرامية التي يقوم بها المحتل الإسرائيلي".