أجلت، من جديد، الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس المتخصصة، الشروع في مناقشة ملف المدير العام السابق ِلصندوق الإيداع والتدبير (CDG)، أنس هوير العلمي، والمدير العام السابق للشركة العامة العقارية (CGI)، محمد علي غنام، إلى غاية الثالث من أبريل المقبل، والمتابعين، إلى جانب 25 متهما آخرين، على خلفية قضية "مدينة باديس" بالحسيمة. ويأتي تأجيل هذا الملف، الذي عرفت جلسته تغيب ثلاثة متهمين أدلى في شأنهم دفاعهم بشواهد طبية تبرر عدم حضورهم، لإعادة استدعاء خمسة شهود، ثلاثة منهم تأخروا لعدم التوصل، وشاهدان تخلفا عن الحضور رغم التوصل، قررت هيئة الحكم تغريمهما ألفي درهم لكل واحد منهما لأجل ذلك. وعلمت هسبريس أن رئاسة هيئة الحكم في هذا الملف أشعرت دفاع المتهمين والشهود بأنها قررت أن تكون الجلسة المقبلة آخر جلسة للشروع في مناقشة هذا الملف، الذي عمر أكثر من أربع سنوات باستئنافية فاس؛ وذلك بسبب التأجيلات المتوالية، سواء خلال مرحلة التحقيق أو بعد إحالته على الهيئة القضائية. إلى ذلك، يتابع المتهمون في ملف "مدينة باديس"، والذين يوجد ضمنهم، إلى جانب أنس هوير العلمي ومحمد علي غنام، مقاولون ورؤساء شركات ومسيروها ومهندسون ومديرون عقاريون، من أجل جناية "اختلاس وتبديد أموال عامة، والمشاركة في تزوير محررات رسمية واستعمالها"، وجنحة "التصرف في أموال غير قابلة للتفويت". يشار إلى أن وقائع قضية المركب السكني "مدينة باديس" بالحسيمة تعود إلى سنة 2014، وذلك بعد صدور أوامر ملكية للبحث في الاختلالات التي شابت هذا المشروع السكني، إذ باشرت، إثر ذلك، الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التحقيق في هذا الملف، وأنجزت في شأنه عدة تقارير وأبحاث.