تعرضت مجموعة من أقدم الأقواس التاريخية بمدينة الدارالبيضاء، والتي يعود تاريخ بنائها إلى سنة 1750 ميلادية، للتدمير الجزئي والتشويه من طرف شركة الدارالبيضاء للتهيئة (casa aménagement) وشركة الدارالبيضاء للتراث (casa patrimoine) التابعتين لمجلس المدينة؛ وذلك في إطار عملية إعادة تهيئة حديقة الجامعة العربية (منتزه ليوطي سابقا)، التي غيرت معالم المنطقة وفق نشطاء جمعويين. وعاينت هسبريس عمليات بناء أقواس بالإسمنت وسط المنطقة التي تحتضن الأقواس التاريخية التي كانت تتواجد بالقرب من ضريح سيدي بليوط، واستقدمها الجنرال ليوطي سنة 1920 لتوضع بمحاذاة كنيسة "القلب المقدس"، لتصبح من المعالم التي تؤرخ لذاكرة الدارالبيضاء. وجاء قرار الجنرال ليوطي نقل أقواس سجن آنفا التاريخي، المعروف بالسجن البرتغالي، والتي يزيد عمرها عن 268 سنة، من أجل الحفاظ على الأجزاء المتبقية من هذه المعلمة التاريخية بالدارالبيضاء. وقال سراج الدين موسى، رئيس جمعية أولاد المدينة، إن المعطيات التي تم تجميعها تشير إلى أن عمليات بناء هذه الأقواس الإسمنتية وسط الأقواس التاريخية تمت بدون إشراك المهتمين بالآثار التاريخية لمدينة الدارالبيضاء. وأكد رئيس جمعية أولاد المدينة أن الأقواس الإسمنتية شوهت الأقواس التاريخية، إذ إن المسؤولين بمجلس المدينة، وعوض المحافظة على تاريخ العاصمة الاقتصادية التي يسيرون شؤونها، نجد أنهم غير مهتمين بحماية هذا التاريخ والذاكرة التي تؤرخ للدار البيضاء. وقال سراج الدين موسى في تصريح لهسبريس: "لاحظنا في زيارتنا الميدانية إلى ورش بناء الأقواس الإسمنتية عدم الالتزام بمعايير حماية الآثار التاريخية أثناء عمليات البناء أو التهيئة، رغم أن الأمر يتعلق بأقواس يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، جرى تحويلها من مكانها الأصلي بالقرب من ضريح سيدي بليوط إلى منتزه ليوطي بأمر من الحاكم العسكري الفرنسي سنة 1920، من أجل حمايتها آنذاك". وأضاف المتحدث أن هذه الأقواس التي تم استهدافها توجد بمحاذاة كنيسة القلب المقدس، التي تعرضت نوافذها التاريخية للإهمال، وهي المنطقة نفسها التي عرفت اجتثاث أول نافورة مائية أنشئت وسط مدينة الدارالبيضاء بحديقة الجامعة العربية (منتزه ليوطي سابقا)، يعود تاريخ بنائها إلى سنة 1917، من لدن المهندس الفرنسي ألبير لابراد (Albert LAPRRD) الذي حل خصيصا إلى المغرب خلال الفترة الممتدة ما بين 1915 و1917 لتصميم وبناء أول منتزه طبيعي بالعاصمة الاقتصادية للمغرب خلال بداية فترة الحماية، قبل أن تتغير الأمور نحو الأسوأ في عهد مجلس المدينة الحالي.