حَذّر محمد يسف، الأمين العام للمجلس العلمي، والمتحدث باسم العلماء المغاربة، من غزو المذاهب الدينية المغشوشة للقارة الإفريقية، وقال في كلمة ألقاها، خلال افتتاح أشغال اجتماع المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة المنعقد بفاس، إن "القارة تتعرض لغزو مذهبي اختلط فيه الأصيل بالدخيل والصحيح بالمغشوش". ودعا يسف العلماء الأفارقة إلى التجرد لكسر شوكة أدعياء الدين، ونشر تعاليم الدين الإسلامي ومبادئه وقيمه وفضائله، مضيفا أن "العلماء هم الذين ينتظر منهم أن ينفوا عنها تحريف وتأويل الجاهلين، ويفرض عليهم المرابطة في الثغور المعنوية، خصوصا عندما تضطرب أمور الناس في حياتهم، ويكثر أدعياء الدين وقراصنة سفينته، كما هو واقع في بلدان القارة، ويتحول الدين إلى مجرد أشكال مظهرية لا تنفع في تزكية الناس ولا علامة لإيمانهم". الأمين العام للمجلس العلمي أبرز في مداخلته أنّ "أقدام الاستعمار داست دوساً عنيفاً على القارة السمراء، وبعثرت مكونات هويتها، حيث لا يمكن اليوم التخلص من مخلفاتها، إلا باسترجاع ما أتلفه زمن المحنة"، مبينا أن مشروع العلماء الأفارقة يتموقع في وطيس هذه المحنة النضالية ضد الهشاشة المادية والمعنوية. من جهته، أبرز الشيخ الشريف إبراهيم صالح الحسيني، رئيس هيئة الإفتاء والمجلس الإسلامي النيجيري، أنّ "الأمة الإسلامية تمُر بتحديات ومشاكل معقدة، أغلبها ليس من صنع المسلمين، بل من صنع أعداء لهم، استغلوا طيبة المسلمين وحماسهم الديني الزائد، مع قلة علمهم وحكمتهم، ثم عرفوا نقط ضعفهم واستغلوها في إذكاء نيران الحقد والكراهية بين أبناء الأمة الواحدة لضرب بعضهم البعض". وأوضح الشيخ الحسيني أنّ الصراعات وأعمال العنف، التي ترتكب في العالم، معظمها يقع في بلدان المسلمين، ويستهدف المسلمين، مبرزاً أن "معظم الشباب المغرر بهم وبعض المنسوبين إلى العلم، مهما بلغوا في العلم والمعرفة لا يدعون إلا إلى العنف ضد المسلمين، نظراً للمفاهيم الخاطئة عن الإسلام نفسه". في السياق ذاته، شدّد رئيس هيئة الإفتاء والمجلس الإسلامي النيجيري على الدور الذي ستلعبه مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة لتوحيد علماء القارة من أجل التعاون في جميع المجالات، والحفاظ على مقومات الدين الإسلامي الحنيف، خاصة الأمن والسلام والاستقرار في جميع ربوعها، واصفاً المشروع ب"الحضاري الإسلامي الكبير للنهوض بالأمة الإسلامية".