أفردت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية،اهتماماتها الرئيسية لمواضيع تتعلق على الخصوص بإحالة الحكومة الأرجنتينية مشروع الإصلاح الضريبي على البرلمان والدعوى الثانية المرفوعة ضد المدعي العام بالبيرو، واستقالة الوزير البرازيلي المكلف بالمدن وقرار الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على فنزويلا، وتحديث اتفاق الشراكة بين الشيلي والاتحاد الأوروبي وزيارة البابا فرنسيس المقررة إلى الشيلي في يناير المقبل. ففي الأرجنتين شكل إحالة الحكومة مشروع الإصلاح الضريبي على البرلمان الموضوع الأبرز الذي استأثر باهتمام اليوميات المحلية. و هكذا، كتبت يومية "كلارين" أن الحكومة أحالت مشروع الإصلاح الضريبي على الكونغرس و ذلك من أجل بدء نقاش على الصعيد الوطني حول هذا الموضوع، مشيرة إلى أن قيمة الضرائب على المشروبات الغازية ستكون في حدود 17 بالمائة. و أضافت الصحيفة أن الإصلاح الجديد يتضمن أيضا تخفيض الضرائب الداخلية بشكل تدريجي على المنتجات الإلكترونية كالهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون، مبرزة أن الإصلاح الضريبي يتضمن سلسلة من التدابير المالية ستناقشها الحكومة مع المعارضة وحاكمي الأقاليم خلال السنة المقبلة. و من جهة أخرى، أشارت اليومية إلى أن شركة كوكاكولا تراجعت وأكدت أنها ملتزمة مع البلد الجنوب أمريكي في مجال الاستثمارات على الرغم من وجود بعض الخلافات البسيطة، مبرزة أن ألفريدو ريفيرا، رئيس الشركة بأمريكا اللاتينية بعث رسالة إلى الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، أكد له فيها أن الشركة لا تزال ملتزمة بالاستثمارات المعلنة منذ عام 2016 و التي تقدر بمليار دولار. و كانت الشركة قد أعلنت أنها تدرس إمكانية التراجع عن مشاريع استثمارية بقيمة مليار دولار، كانت تعتزم القيام بها في الأرجنتين وسبق للرئيس ماكري أن أكدها سنة 2016، وذلك بسبب قرار الحكومة الزيارة في قيمة الضرائب. و علاقة بالموضوع، أوردت "لاكرونيستا" أن مشروع الإصلاح الضريبي، الذي يتكون من 220 صفحة، يعتبر حصيلة مفاوضات مكثفة، لا سيما مع الأقاليم والجهات الفاعلة الأخرى، مشيرة إلى أن المشروع طرأت عليه مجموعة من التعديلات في اللحظات الأخيرة بخصوص مجموعة من القضايا الحساسة. و بالبيرو، انصب اهتمام الصحف على الدعوى الثانية المرفوعة ضد المدعي العام للأمة، بابلو سانتشيث، و الحريق الذي اندلع الأحد الماضي بالموقع الأثري فينتارون. و هكذا، كتبت يومية "إل كوميرسيو" أن البرلمانية، يني فيلكاتوما، رفعت دعوى جديدة ضد المدعي العام للأمة، بابلو سانتشيث، بعد أن كلف هذا الأخير القاضي أميلتون كاسترو بالتحقيق في ما بات يعرف بقضية " أوديبريشت". و بحسب فيلكاتوما، تضيف اليومية، فإن أميلتون ليس هو الشخص المناسب للتحقيق في الرشاوي التي من المحتمل أن تكون دفعتها شركة البناء البرازيلية" أوديبريشت" مقابل الحصول على عقود أشغال عمومية مربحة في البلد الجنوب أمريكي. و أبرزت الصحيفة أن الأمر يتعلق بالدعوى الثانية التي ترفع ضد المدعي العام للبلاد، حيث قدم الناطق باسم حزب "القوة الشعبية"، دانييل سالافيري، الأسبوع الماضي دعوى يتهم فيها سانتشيث بعدم القيام بواجبه وفتح تحقيق بخصوص الشركات البيروفية التي لها صلة ب" أوديبريشت". و علاقة بالموضوع، أوردت يومية "البيرو 21" أن سالافيري قال إن المدعي العام للأمة يمثل دور الضحية عندما يقول إنه لا يخاف من الدعوى الدستورية المرفوعة ضده. و نقلت الصحيفة عن الناطق باسم حزب "القوة الشعبية" قوله " إنه لعار ألا يقوم بعمله خلال هذا الوقت و يتستر على الشركات المتورطة في الفساد"، مشيرة إلى سالافيري يشك في التصريحات التي أدلى بها سانتشيث و قال فيها إن مكتب المدعي العام يحقق مع الشركات المرتبطة ب" أوديبريشت". و من جهة أخرى، توقفت اليوميات المحلية عند الحريق المهول الذي اندلع مساء الأحد الماضي و ألحق أضرارا جسيمة بالموقع الأثري فينتارون، بجهة لامبايكي الواقعة شمال البيرو. و أشارت الصحف إلى أن الحريق أتى على لوحات جدارية و أواني من الخزف تعود لأكثر من ألفي سنة ووثائق كانت محفوظة بالموقع الأثري فينتارون، الذي يعد تجسيدا معماريا أصليا لشمال البيرو و يضم أقدم لوحة جدارية في أمريكا. وبالبرازيل، تطرقت الصحف المحلية لدلالات استقالة وزير المدن باعتبارها أزمة حكومية غير معلنة وقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على فنزويلا. وكتبت يومية "فولها دي ساوباولو" أن وزير المدن برينو أروخو قدم استقالته مدشنا بداية أزمة داخل حكومة الرئيس ميشال تامر وممهدا الطريق أمام إجراء تعديل حكومي. وعزا الوزير في إفادة نشرتها الصحيفة استقالته لعدم وجود دعم كاف للإضطلاع بمهامه، وكشفت الصحيفة في هذا الصدد أن أروخو يطمح في المقابل الى استئناف وظيفته البرلمانية من داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي كممثل لولاية بيرنامبوكو. وقالت "أو غلوبو" أنه في اليوم ذاته الذي أكد فيه الرئيس ميشال تامر وجود "وحدة مطلقة" داخل الحكومة، تفاجأ باستقالة أحد وزاء حكومته، مبرزة أن رئيس البلاد وعد، عقب هذه الاستقالة، بإجراء تعديل وزاري في دجنبر المقبل. وأضافت الصحيفة الواسعة الانتشار، استنادا الى بيان نشره قصر بلانالتو الرئاسي، أن تامر يعتزم إجراء تعديل وزاري سيتبلور في منتصف دجنبر القادم. ووفقا للصحيفة، فإن هذا التعديل المزمع سيكون موسعا وسيشمل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أحد أبرز حلفاء حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية التي ينتمي اليها تامر الذي أجرى مفاوضات مع الحزب الحاكم خلال الانتخابات التشريعية لأكتوبر الماضي بشأن محاكمة رئيس البلاد من عدمها بتهم تتعلق بالفساد. وفي شأن آخر، ذكرت صحيفة "جورنال دو برازيل" أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات اقتصادية على فنزويلا تتضمن حظرا على الأسلحة والمعدات. وأضافت أن الاتحاد أقر أيضا حظر سفر مسؤولين مدنيين من فنزويلا الى الأراضي الأوروبية وتجميد ممتلكاتهم، مضيفة أن لائحة الأشخاص المعنيين بهذه العقوبات ستنشر لاحقا. ورأت الصحيفة أن فنزويلا باتت بذلك أول بلد بأمريكا الجنوبية يستهدف بعقوبات أوروبية تعكس، بحسب بيان صادر عقب اجتماع وزاء خارجية الاتحاد ببروكسيل، "مخاوف ناجمة عن الوضع في البلاد". واولت الصحف الشيلية أبرز اهتماماتها لإضراب موظفي القطاع العام ومفاوضات تحديث اتفاق الشراكة بين الشيلي والاتحاد الأوروبي وزيارة البابا فرنسيس للشيلي المقررة في يناير المقبل. وقد كتبت "لاتيرسيرا" أن موظفي القطاع العام دعوا الى تنظيم إضراب رفضا لمقترح يقضي بإعادة النظر في الأجور تقدمت به الحكومة. وأوضحت الصحيفة أن أجراء القطاع العام يعتبرون أن رفع مستوى الأجور بنسبة ضئيلة جدا أمر غير كاف، ونقلت في هذا الصدد دعوة رئيس النقابة الوطنية لموظفي قطاع الضرائب، كارلوس إنسونزا، الى تعزيز تسوية أوضاع الموظفين والبحث عن آليات كفيلة بالتقليص من العمل المطبوع بالهشاشة داخل المصالح الحكومية على المستويات المركزية وغير المركزية فضلا عن اقتراح تسوية وخفض مستوى العمل بدوام جزئي داخل الأجهزة الحكومية". وأفادت صحيفة "لاتيرسيرا" أن الشيلي والاتحاد الأوروبي سيباشران مستقبلا مفاوضات تتعلق بتحديث اتفاق الشراكة بينهما، مبرزة أن الجولة الأولى من المفاوضات الرسمية ستبدأ في 16 نونبر الجاري ببروكسيل. وأوضحت الصحيفة، استنادا الى وزير الخارجية الشيلي، أن اتفاق الشراكة المبرم بين الجانبين في 2002 خلق العديد من الفرص لفائدة النمو الاقتصادي والتنمية، داعية الى تجديد الالتزام بعد 14 عاما من بدء العمل بهذا الاتفاق وإطلاق مشروع مشترك يتسجيب للرهانات الحالية. وعلى صعيد آخر، أوردت صحيفة "لاناثيون" تأكيد الفاتيكان قيام البابا فرانسيس بزيارة للشيلي في الفترة ما بين 15 و18 يناير 2018. ونشرت الصحيفة تفاصيل برنامج زيارة البابا للبلاد التي ستتخللها العديد من الأنشطة بعدد من المدن الشيلية من ضمنها العاصمة سانتياغو.