في وقت تصدر تصريحات هنا وهناك عن نجاح مؤتمر المناخ الذي نظم أخيرا بمدينة مراكش، يبحث سكان دوار أنرني بجماعة ازكور إقليمالحوز عمن يخلصهم من غبار "أتى على الأخضر واليابس وأضر بالإنسان القروي الذي يقتات على شجيرات وأراض زراعية معيشية"، حسب تصريحات متطابقة لبعض المتضررين لهسبريس. وقال حسن خوتش، أحد القاطنين بالدوار المذكور، إن "الوضع البيئي أصبح مقلقا للغاية وتجاوز حدود قرية أنرني إلى دواوير مجاورة"، وأضاف: "كل أصابع الاتهام تشير إلى أن مصدر الغبار، الذي يهدد سلامة الساكنة، هو منجم لاستخراج النحاس والذهب، لا يحترم دفتر التحملات". وأورد المتحدث ذاته: "منذ بداية الأشغال بمنجم "امنسيف"، الذي تستغله الشركة المنجمية لكماسة، ونحن سكان دوار أنرني نعاني الأمرين من مخلفاته الملوثة، والتي تؤثر سلبا على صحتنا وعلى البيئة والتوازن الطبيعي، زيادة على ما تحدثه من أضرار وتدمير لممتلكاتنا ومصادر عيشنا". وأوضح المتضرر نفسه أن "الغبار الذي تحدثه الشاحنات أثناء نقل المعادن يعد أحد مصادر التلوث"، وزاد: "يتم استعمال مسلك غير معبد يمر وسطح حقولنا ومزارعنا وبجوار مساكننا دون أن نستفيد من عائدات المنجم تنمويا". "لقد أضحت حياتنا لا تطاق بفعل هدير 24 شاحنة تقريبا تمر من الدوار لنقل المعدن. زد على ذلك تلوث الهواء، وما له من انعكاسات سلبية على صحتنا وصحة ماشيتنا نتيجة استنشاقه بشكل مستمر؛ زيادة على الإزعاج اليومي الذي يحدثه تراكم الغبار وسط بيوتنا"، يقول ابدار أيت القاضي لهسبريس. "مراعينا تم تدميرها، والغطاء النباتي تضرر، والأشجار المثمرة أصيبت أوراقها بالذبول"، يروي أيت القاضي بنبرة تعكس حجم الآلام التي يكابدها السكان "نتيجة تراكم الغبار الذي يهدد شجرة الجوز، التي تعتبر تراثا طبيعيا وإرثا إنسانيا، إذ يتطلب نموها أكثر من قرن، بالاندثار"، حسب تعبيره. واستنكر سكان الدوار سالف الذكر تعرض مئات أشجار الجوز للموت التدريجي؛ "ما ينذر بكارثة إيكولوجية، مع ما يترتب عن ذلك من حرمانهم من أهم مصادر عيشهم، بسبب الغبار الذي يساهم في تضرر خصوبة البساتين والأراضي الزراعية وإتلاف المحاصيل"، حسب كل من أيت القاضي وخوتش. "وكانت دراسة للتأثير على البيئة (تتوفر هسبريس على نسخة منها) أشارت إلى أن الغبار الملوث سيلزم الشركة بتنفيذ إجراء تخفيفي، يتمثل في عملية الرش بالماء، وخصصت لهذا الغرض غلافا ماليا يقدر ب3.8 ملايين درهم، على مدى 9 سنوات، لكنها لم تف بالتزاماتها رغم نداءاتنا المتكررة وتنبيهنا إلى خطورة الوضع، عبر عدة شكايات وجهت إلى إدارتها وإلى عمالة إقليمالحوز"، يضيف المتحدثان المشار إليهما. "التلوث الضوضائي الذي تحدثه شاحنات النقل والعربات التابعة للشركة، والذي يستمر إلى ساعات المساء، يخالف ما التزمت به الشركة، والمحدد في 6 شاحنات يوميا"، يقول أيت القاضي. وزاد خوتش: "هذه الشاحنات ألحقت أضرارا بليغة بالطريق الإقليمية 2009، بفعل حمولتها الزائدة"، مضيفا: "تدمير الشركة لهذه الطريق يساهم في عزل منطقتنا عوض فك العزلة عنها".