قال رشيد الطالبي، النائب الأول لعمدة مكناس، أن مجلس الجماعة الحضرية لمكناس أصدر قرارات الإغلاق في حق 25 مقهى للشيشة بالمدينة؛ ضمنها قراران صدرا، يوم الثلاثاء، اطلعت عليهما هسبريس، ينص فصلهما الثاني على "أن تسهر ولاية أمن مكناس، بتنسيق مع السلطات المختصة بعين المكان، على التنفيذ الدائم لهذا القرار الجماعي". وأبرز الطالبي، في حديث لهسبريس، أن الحرب على مقاهي الشيشة لا تدخل في إطار شن حملة مؤقتة على هذه الفضاءات، مؤكدا أن "هذا الاختيار استراتيجي، ويهدف إلى محاربة هذه الظاهرة التي تقض مضجع ساكنة المدينة"، موردا أن قرارات إغلاق أخرى في الطريق تهم جميع المقاهي التي لم يلتزم أصحابها بتعهداتهم بمنع تقديم الشيشة للزبناء. وأوضح النائب الأول لرئيس الجماعة الحضرية لمكناس أن هذه العملية، التي تجري حسبه في انسجام تام مع القانون، تنفذ بتنسيق كامل مع سلطات العاصمة الإسماعيلية. وفي هذا الصدد، أضاف بالقول: "المجلس يقوم بواجبه اتجاه الساكنة التي توصلنا منها بعدة شكايات تشير إلى تحول هذه المقاهي إلى فضاءات لاستهلاك الشيشة ولاستقطاب القاصرين، وهذه أشياء لا يمكن السكوت عنها؛ لأن أولئك الأطفال هم أبناؤنا". من جانبه، اعتبر رشيد الفرد، مالك إحدى مقاهي الشيشة بمكناس، هذه القرارات بكونها "لم تكن في محلها وجاءت متسرعة"، مضيفا في تصريح لهسبريس بالقول: "إذا أرادوا منع استهلاك الشيشة عليهم منع بيعها، لدي مقهى تشغل 14 شخصا يعيشون ظروفا صعبة، منهم نساء يتحملن مسؤولية أسرهن، هؤلاء العمال والعاملات مهددون بفقدان مصدر رزقهم". وأوضح المتحدث ذاته أن عددا من المقاهي صدرت في حقها قرارات الإغلاق، بالرغم من أنها لم تتوصل بأي إنذار ولم تكن محل شكايات من الجوار والمجتمع المدني، وتمنع ولوج القاصرات واستهلاك المخدرات، مؤكدا أن سلطات مكناس في حربها على مقاهي الشيشة تستند على بند تمت إضافته سنة 2012 إلى دفتر التحملات الخاص بالترخيص لاستغلال المقاهي، مشيرا إلى أنه لا يوجد قانون يمنع استهلاك الشيشة بالمغرب، مردفا بالقول: "الشيشة توجد في المغرب بأسره، لماذا تمنع في مكناس لوحدها؟". وأورد رشيد الفرد أن عددا من مهنيي مقاهي الشيشة لهم التزامات مالية كبيرة ستعرضهم هذه القرارات للإفلاس، مطالبا بتقنين تقديم الشيشة بالمقاهي عوض منعها؛ وذلك، بحسب ما يقترحه، وفقا لكناش تحملات واضح ومنصف، منبها إلى أن قرارات الإغلاق ستشرد عشرات العائلات، التي يشتغل معيلوها بهذه المقاهي، التي قال بأنها بادرت إلى دق ناقوس الخطر من خلال تنظيم وقفة احتجاجية، أمس الثلاثاء، أمام عمالة مكناس لإثارة الانتباه إلى مآلها. يذكر أن اللجنة الإقليمية المختلطة، المشكلة من مصالح عمالة مكناس والسلطات الأمنية والوقاية المدنية ومديرية الصحة والمصالح الجماعية لمكناس وويسلان، أقدمت، يوم الاثنين الأخير بساحة المعرض بمنطقة حمرية وسط مدينة مكناس، على إتلاف 1289 نرجيلة كاملة، و30 كيسا من الفحم المستعمل في استهلاك الشيشة، وحوالي ستة كيلوغرامات من مادة "المعسل"، المخصصة لتحضير الشيشة؛ وذلك عن طريق دهسها باستعمال آلة حفر ورفع الأتربة.