نجح حجم الكمية غير المسبوقة من الكوكايين التي جرى حجزها الاثنين الماضي بالمغرب، والمقدرة قيمتها ب25 مليار درهم، في شد أنظار الصحافة الدولية إلى المملكة؛ فقد خصصت كبريات وسائل الإعلام حول العالم مساحة لهذا "الصيد الثمين"، والذي قام رجال المكتب المركزي للأبحاث القضائية بالإطاحة بالشبكة الواقفة وراءه، بتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. حجز طُنين و588 كيلوغراما من مسحوق الكوكايين شديد التركيز في دولة غير منتجة لهذا النوع من المخدرات القوية شكل حدثا بارزا بالنسبة إلى الصحافة الدولية، إذ تناولته صحف ومحطات تلفزيونية عريقة؛ على رأسها "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"فوكس نيوز" و"ABC" و"ذي غارديان" "بي بي سي" و"لوموند" و"ليبيراسيون" و"جون أفريك" وغيرها. النسخة الرقمية من "واشنطن بوست" نقلت أن ضمن المتهمين الرئيسيين في هذه العملية يوجد مواطن مغربي- إسباني وآخر مغربي- هولندي، مشيرة إلى أن العقلين المدبرين ضمن الشبكة الإجرامية يقبعان أيضا في السجن، بحيث جرى اعتقالهما في تدخل سابق. وجاء في "فوكس نيوز" أن الكميات المحجوزة من الكوكايين جرى إدخالها إلى المغرب على دفعات منذ سنة 2013، عن طريق المكسيك وفنزويلا، مؤكدة أن "المغرب، الذي ظل لزمن طويل بلدا يتم تهريب الكوكايين عبره إلى أوروبا، أصبح بدوره اليوم وجهة نهائية". "بي بي سي" أشارت إلى أن الكميات المحجوزة من هذه الشحنة غير المسبوقة بالمغرب تم حجز جزء منها داخل سيارة مرقمة بالخارج، فيما تم إيجاد الكميات الأخرى موزعة على ضيعتين على الطريق الساحلية الرابطة بين الرباط والدار البيضاء، مبرزة أن المعطيات الأولى الراشحة عن التحقيق تفيد بأن هذه الشبكة الإجرامية تتوفر على فروع لها بعدد من مدن المملكة. وأشارت "بي بي سي" إلى تقرير لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، يؤكد أن مسارات تهريب الكوكايين إلى أوروبا تطورت في السنوات الأخيرة، مسجّلا أن هذا النوع من المخدرات الصلبة يأتي من دول غرب إفريقيا قبل أن يعبر إلى أوروبا عبر شمال إفريقيا. من جهتها، أفردت مجلة "جون أفريك" تغطية خاصة للندوة الصحافية التي عقدها عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، مشيرة إلى أن نسبة التركيز الموجودة في الشحنة المحجوزة بلغ 93 في المائة، و"هي نسبة قياسية استنادا لرجال المكتب، بحيث لم تتجاوز نسبة التركيز في محجوزات سابقة من هذا النوع 72 في المائة". وقد أعلنت وزارة الداخلية، الثلاثاء الماضي، في بلاغ لها، أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية "تمكن، بتعاون وثيق مع مصالح المديرية العامة للأمن الوطني وبناء على معلومات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إيقاف 10 أشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية منظمة تنشط في مجال الاتجار الدولي في مخدر الكوكايين". وحسب المصدر ذاته، فإن عمليات الحجز "أسفرت أيضا عن ضبط 105 كيلوغرامات من مخدر الحشيش بضواحي الناظور، ومبلغ مالي بالعملة الأوروبية ناهز 391 و520 أورو و172 و620 درهما، بالإضافة إلى ست سيارات يشتبه في استخدامها لنقل وتهريب المخدرات والمؤثرات العقلية".