رغم أنّ الانطلاقة الفعلية للدراسة برسم الموسم الدراسي الجاري تمّت قبل نحو شهر، لازال مجموعة من التلاميذ في منطقة العيايدة بسلا لم يلتحقوا بالأقسام بعد، بسبب النقص الحاصل في الأساتذة بمؤسسة "الحديقة"، وفق ما أفاد به نور الدين تيكيطو، منسق مجموعة التربية والتعليم بسلا. وأكّد المصدر ذاته أنَّ السبب الذي حرَم عددا من التلاميذ من الالتحاق بالمؤسسة التعليمية سالفة الذكر هو تطبيق قرار وزارة التربية الوطنية، القاضي بعدم تجاوز سقف 30 تلميذا في القسم، من أجل محاربة الاكتظاظ. لكنّ هذا القرار، حسب تيكيطو، لم يُواكَبْ بإجراءات لتمكين جميع التلاميذ من متابعة دراستهم، مثل توفير الأساتذة والحجرات الدراسية. وأردف تيكيطو: "نحن معَ محاربة الاكتظاظ في المدارس، من أجل توفير أجواء ملائمة تساعد التلاميذ على التمدرس، لكنَّ قرارا من هذا النوع يتطلّب دراسة عميقة..ماشي تنْعس وتفيق وتقول باغي نحارب الاكتظاظ"، مؤكدا أنّ التلاميذ المحرومين من الدراسة وجّهوا استعطافات إلى الجهات المعنية، لكنْ لم يتمّ النظر فيها بعد. وحسب إفادة المصدر ذاته، فإنَّ مسؤولين بمجلس مقاطعة العيايدة عقدوا اجتماعا مع المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، قُدّمت خلاله وعود بحلّ مشكل عدم وجود مقاعد شاغرة في مؤسسة الحديقة، مشيرا إلى أنّ الحلّ قد يكون السماح للتلاميذ بالالتحاق بالأقسام، حتى إن تجاوزَ عددهم في القسم السقف الذي حدّدته وزارة التربية الوطنية، في ظلّ غياب حلٍّ بديل. في المقابل، نفَتِ المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسلا وجود تلاميذ لم يلتحقوا بالدراسة في مؤسسة الحديقة، التي أنجزتها شركة الضحى، ووضعتها رهن إشارة المجلس الجماعي لسلا. واتخذت المديرية الإقليمية، حسب ما جاء في ردّها، الإجراءات اللازمة لاعتماد "الحديقة" كمؤسسة تعليمية عمومية، وبرْمجتها ضمْن الخريطة المدرسية للموسم الدراسي الجاري. المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسلا أكّدتْ في ردّها أنها احترمت مقتضيات مذكرة وزارة التربية الوطنية المتعلقة بمحاربة الاكتظاظ في مؤسسة الحديقة، التي جُمع فيها تلاميذ الإعدادي والابتدائي، لكنّها أقرّت بأنَّ قسميْن استُثنيا من هذا القرار، وهما الرابع والخامس ابتدائي، اللذيْن يضمّان على التوالي 42 و43 تلميذة وتلميذا، وعزت ذلك إلى "التجاوب مع الطلب المتزايد للساكنة". ويعود سبب الاكتظاظ الذي تعاني منه بعض أقسام مؤسسة الحديقة، حسب نور الدين تيكيطو، إلى غياب إستراتيجية ورؤية واضحة لتدبير الشأن التعليمي بمنطقة العيايدة بسلا، في ظلّ النمو الديمغرافي الكبير الذي تعرفه، متسائلا: "هل يُعقل أن يتمَّ خلْط تلاميذ المستوى الابتدائي مع تلاميذ مستوى الثانوي الإعدادي، كما هو الحال في مؤسسة "الحديقة""؟.