دخل أساتذة ثانوية ابن خلدون التأهيلية التابعة، للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بأزيلال، منذ الثلاثاء الماضي، في مقاطعة جزئية للدروس (ساعتان صباحا وساعتان بعد الزوال) احتجاجا على ما وصفوها بالأوضاع المزرية التي تعيشها المؤسسة، والتي لا تسمح بالسير العادي للدراسة . رشيد مصطفى، أستاذ مادة الرياضيات بالثانوية، قال لهسبريس إن الأطر التربوية لجأت إلى هذه الخطوة للتنديد بالارتباك الواضح الذي طبع الدخول المدرسي لهذه السنة، مضيفا أن الثانوية لا تتوفر على حارس عام للداخلية، ولا حارس للخارجية، ولا ناظر، ولا كاتبة، وأنه لا يوجد غير المدير. و"ينضاف إلى جملة الاختلالات التي تعرفها ثانوية ابن خلدون التأهيلية تحويل المكتبة وقاعة المطالعة إلى حجرة للدرس بسبب النقص الحاصل في القاعات، في حين هناك حيز غير مستغل فيه قاعتان ولا يحتاج إلا إلى بناء حائط، وهو أمر لن يحتاج وقتا طويلا ولا ميزانية كبيرة" يقول المصدر ذاته، الذي أشار كذلك إلى غياب ملاعب خاصة بمادة التربية البدنية، رغم وجود مساحة كافية لذلك، وعدم تجديد معدات مختبر العلوم، الذي يحتوي على معدات قديمة مهترئة لا تصلح للعلم ولا للتجربة، وفق تعبيره. ويضيف أحد العاملين بالمؤسسة: "إذا دخلت من باب المؤسسة ونظرت إلى الواجهة سترى صباغة جديدة متعددة الألوان، أما إن دخلت إلى القاعات فستجد جدرانها متسخة غير مصبوغة، وستجد طاولات لا تصلح إلا أن تكون حطبا للتدفئة". وفي تصريحات متطابقة لهسبريس، أعلن المحتجون مواصلة احتجاجهم إلى أن تستجيب الجهة المعنية، كما يقولون، ويتم تحقيق المطالب المسطرة. عبدالسلام الزاكي، نائب رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ ثانوية ابن خلدون التأهيلية، قال في تصريح لهسبريس: "لقد سبق أن راسلنا المديرية الإقليمية بأزيلال بخصوص موضوع احتجاج الأساتذة، وسجلنا عدم تفاعلها مع مطالبنا المرتبطة بتوفير الملاعب الرياضية وتزويد المؤسسة بمعدات للمختبرات العلمية". وأضاف أن المتعلمين والمتعلمات "العلميين" حصدوا نتائج وصفها ب"الكارثية"، خلال الموسم الماضي، في المواد التي تعتبر التجربة ضرورية لبناء المفاهيم، وحمل المسؤولية الكاملة للمديرية الإقليمية بأزيلال. من جانبه، اعتبر المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بأزيلال الوقفات التي يقوم بها الأساتذة دون فتح حوار ضياعا للزمن المدرسي للمتعلمين، الذي وصفه بالمقدس، مؤكدا أن خصاص الأطر الإدارية مشكل عام على المستوى الوطني. وأضاف أن المديرية الإقليمية أعلنت عن هذه المناصب الشاغرة في إطار الحركات الانتقالية دون أن يعبر أحد عن رغبته فيها، مشيرا إلى أن المديرية تعمل على حل هذه المشاكل بتكليفات ستنتهي بانتهاء الموسم. ودعا المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بأزيلال الأساتذة المحتجين إلى استئناف عملهم في انتظار حل المشاكل التي تعاني منها المؤسسة.