يعد برنامج "ميد ميديا"، أو إعلام المتوسط، دراسة شاملة بدعم من الاتحاد الأوروبي حول خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام في سبعة بلدان من منطقة جنوب المتوسط؛ وهي تونس والجزائر ومصر ولبنان والأردن والمغرب وفلسطين. وعُرض المشروععلى مجموعة من الإعلاميين في حلقات نقاش بتونس. وأشارت الدراسة والنقاشات إلى أن الصراعات المتعدّدة التي لازالت دائرة في جميع أنحاء المنطقة تستند إلى عنصر انقسام فكري، إثني أو ديني، يؤجّج خطاب الكراهية والعنصرية في المجتمع وفي الإعلام؛ ونتيجة لذلك، غالباً ما يجد الصحافيون أنفسهم في الخطوط الأمامية في معركة من أجل الأفكار والنفوذ، تشهد أشد أشكال الترويج للكراهية ضراوة. كما أشير في الحلقات النقاشية إلى أن الصحافيين أصبحوا الضحايا والجناة في التحريض المستهدَف في معركة الأيديولوجيات. و"استجابت" عدد من البلدان بزيادة الضغط على وسائل الإعلام، من خلال التضييق على الصحافيين وسن تشريعات جديدة. وتتفاقم هذه المشكلة نتيجة للزيادة الهائلة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الرقمية، حيث يزدهر خطاب الكراهية، الذي غالباً ما يتسم بطابع متطرف للغاية. وناقش المشاركون أيضا مواقف وسلوك السياسيّين ورجال الأعمال على المنصات الإعلامية؛ إذ شهدت المنطقة درجة غير مسبوقة من التلاعب في وسائل الإعلام ونشر الخطابات غير المسؤولة، الحاثة على الكراهية والعنصرية، من دون مساءلة. وبحثت الدراسة المبادرات الرامية إلى تكريس التنظيم الذاتي لوسائل الإعلام، اعتمادا على المواثيق ومدونات الأخلاقيات المهنية. ويُقصد بالتنظيم الذاتي هنا تلك السياسات والتدابير والنظم التي تطبقها الوسائل الإعلامية الفردية أو القطاع الإعلامي برُمته، سواء أکانت وسائل إعلام عمومية أم خاصة، والتي تسعي إلي الارتقاء بالمعايير المهنية. وتعتمد هذه النظم عادة على مجموعة من المعايير الواردة في مدونة قواعد السلوك، أو في بيان السياسات أو المبادئ التوجيهية.