بعد الزوبعة التي أثيرت حول المحامي والوزير السابق في حقوق الإنسان محمد زيان، باتهامه بالاستفراد بلقاءات خاصة مع قائد "حراك الريف" والمعتقل بسجن "عكاشة" بالدارالبيضاء ناصر الزفزافي، سجل عضو هيئة الدفاع عن معتقلي أحداث الريف خرجة إعلامية جديدة يؤكد فيها أنه من تسلم رسالة الزفزافي لتبليغها للرأي العام. وقال محمد زيان، في تسجيل بالصوت والصورة، إنه قرر نشر رسالة "أيقونة الحراك الريفي" بعد تسلمها منه من داخل السجن، كاشفا أن النسخة الأصلية خطت بيد الزفزافي وجاءت في خمس صفحات، فيما أورد أن الخطوة جاءت "بعد استشارات عديدة ولقاءات كثيرة داخل سجن عكاشة أجريت مع أبرز نشطاء الحراك من طرف المدافعين المنتمين إلى المدرسة النضالية والحقوقية". الرسالة التي حملت توقيع الزفزافي، مرفوقا برقم اعتقاله "74823"، تحت عنوان "إلى أبناء الوطن والريف والأحرار في العالم"، اعتبرها زيان بمثابة "صك براءة ناصر والمعتقلين بسجني الدارالبيضاء والحسيمة"، و"خارطة طريق لجميع الذين أدوا قسم الحراك"، مضيفا أن الوثيقة "تعبر عن أفكار الزفزافي وأراد تبليغه للرأي العام الوطني بعد استشارة عدد مهم من نشطاء الحراك". زيان لم يفوت الفرصة دون توجيه مواقفه من المسؤولين المغاربة وتفاعلهم مع ملف مطالب الحراك الشعبي بالريف، إذ وصف كافة المعتقلين على خلفية أحداثه ب"المظلومين"، والحكومة التي اتهمتهم بالخيانة والانفصال بأنها "فاشلة"، مشددا على أن حكومة سعد الدين العثماني "تستحق العقاب"، وفق تعبيره. وتابع زعيم الحزب الليبرالي المغربي بأن "المغاربة والشارع المغربي والمثقفين هم من سيحكمون في آخر المطاف؛ وزاد: "التاريخ بعد الله هو الحكم الحقيقي وحكمه هو الوحيد الذي سيلقى للأجيال الصاعدة.. قد ظهر الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا". وبعد حوالي شهر على اعتقال ناصر الزفزافي، وجه "أيقونة حراك الريف" رسالة من داخل زنزانته الانفرادية بسجن "عكاشة" لنشطاء الريف، موصيا إياهم بالالتزام ب"السلمية"، ومبشرا ب"نصر قريب"؛ كما اعتبر أن الهدف من "الحراك" هو فضح المفسدين الذين قال إنه "لم يسلم من كذبهم ومؤامرتهم حتى ملك البلاد"، وزاد: "كان أملنا أن تنكشف حقيقتهم المخزية أمامه ليطبق في حقهم ما يحتمه القانون من عقاب ومحاسبة". مقابل ذلك، عبر عدد من المحامين المنتمين إلى هيئة دفاع معتقلي ما بات يعرف بحراك الريف عن امتعاضهم من إقدام المحامي محمد زيان على عقد لقاءات خاصة مع قائد الحراك ناصر الزفزافي، إذ كشفوا أن المحامي المنتمي إلى هيئة الرباط عقد لقاءات مع الزفزافي؛ وهو ما أثار استغرابهم من إمكانية دخوله في مفاوضات مع قائد الحراك باسم جهات عليا دون وضعهم في الصورة.