أفادت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بأن اتصالات جرت، في اليومين الماضيين، بين السلطات المغربية والهولندية، على مستوى رئاسة الحكومة ووزارتي الخارجية، بخصوص مروج مخدرات معروف من أصل مغربي مقيم بهولندا، في إشارة إلى البرلماني السابق سعيد شعو. وأضاف بلاغ وزارة الخارجية، الذي توصلت به هسبريس، بأن "المهرب المذكور صدرت في حقه مذكرتا بحث دوليتان، إثر تبليغ عنه من طرف العدالة المغربية، بسبب تكوين عصابة إجرامية منذ سنة 2010، والاتجار الدولي بالمخدرات منذ سنة 2015"، مشيرا إلى أنه "تم إرسال معلومات دقيقة إلى السلطات الهولندية تفيد بتورط المهرب المذكور في تمويل وتقديم الدعم اللوجيستيكي لعدد من الأوساط شمال المملكة". وأكد البلاغ أن "المغرب، الذي كان دائما متعاونا في مجال مكافحة المخدرات، وبطلب ملح من الاتحاد الأوروبي وهولندا، لن يسمح بأن يحظى مهرب مخدرات بوضعية خاصة تسمح له بإعادة خلق ظروف ملائمة لأنشطته الإجرامية"، مشددا على "المغرب أوضح للسلطات الهولندية ضرورة اتخاذ تدابير ملموسة وعاجلة ضد هذا المهرب الذي يرتزق من الاضطرابات"، وفق تعبير وزارة الخارجية المغربية. وأكد البلاغ أن المغرب يحتفظ بكامل حقه في اتخاذ كافة الإجراءات الدبلوماسية والسياسية اللازمة التي سيكون لها أثر على العلاقات الثنائية مع هولندا، إذ قررت المملكة استدعاء سفيرها في لاهاي من أجل التشاور، على أن يعود إلى منصبه حالَ حدوث تطور في هذا الملف. يذكر أن البرلماني المغربي السابق شعو، والذي يبلغ من العمر 52 عاما، ولد بالحسيمة، ثم هاجر إلى هولندا في ثمانينيات القرن الماضي، وله العديد من المشاريع ببلاد الاستقرار، بمفرده وكذا بمعية شركاء. وارتأى شعو أن يدخل معترك السياسة المغربيّة من خلال "حزب العهد"، وفاز بمقعد في البرلمان عام 2007، قبل أن يثار اسمه في محاضر الضابطة القضائية التي حوكم فيها بارون المخدرات المغربي نجيب الزعيمي، واتهم بنقل المخدرات إلى الشواطئ الإسبانية على متن زوارق سريعة. وغادر شعو التراب الوطني سنة 2010، وأدلى بتصريحات كشف فيها تعرضه للعديد من المضايقات قصد إقصائه سياسيا من المشاركة في تنمية منطقة الريف؛ بينما يقف وراء أنشطة "حركة 18 شتنبر"، الداعية إلى "استقلال جمهورية الريف عن المغرب". كما امتلك المغربي الهولندي بمدينة روزندال مقهى "كوفي شوب"، مخصصا للاستهلاك الترفيهي للمخدرات، قبل أن يتم إغلاقه بسبب بيع جرعات غير قانونية.