يعاني سكان منطقة العزوزية بمقاطعة المنارة التابعة لمدينة مراكش، بين حين وآخر، من انتشار ما أسموه ب"دخان سام" يصل مداه إلى حدود تجزئة الازدهار بمقاطعة جليز التي تبعد بما يناهز خمسة كيلومترات، ويخلف حالات إغماء في صفوف النساء والحوامل منهن وكذا الأطفال. السحابة السوداء، التي تظهر في سماء المنطقة، ذات روائح كريهة تخنق السكان، حسب رسالة من ودادية تجزئة العزوزية تتوفر عليها هسبريس، موجهة إلى كل من والي جهة مراكش أسفي ورئيس المجلس الجماعي لمدنية مراكش وجماعة حربيل تامنصورت ومدير الوكالة المستقلة من أجل توزيع الماء و الكهرباء. عبد الوهاب الأزدي، عن الودادية المذكورة، أوضح، في تصريح لهسبريس، أن "التحريات التي قام بها بعض أعضاء الودادية المشار إليها بيّنت أن تلك الأدخنة ناجمة عن احتراق مخلفات محطة التصفية بجوار المطرح البلدي، ومن الألطاف أن الأمطار الأخيرة عملت على تخميدها" أورد المتحدث ذاته أن "بعض الشاحنات أقدمت أخيرا على رمي وحل محطة التصفية الجديدة التابعة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بجوار المطرح القديم، وحين يتعرض للاحتراق يؤدي إلى انبعاث دخان كثيف مصحوبا بروائح كريهة تزكم الأنوف"، مضيفا أن "ذلك ممنوع قانونيا وفق منطوق قانون 28-00،؛ لأنه يسبب مرض السرطان". وزاد الأزدي مستدلا على درجة الضرر الذي يسبب رمي الوحل السابق ذكره بما يشكو منه سكان المنطقة من أمراض، كالحساسية والتنفس، مؤكدا أن "منطقة العزوزية أصبحت تعرف ارتفاعا مهولا في الإصابة بمرض السرطان، بسبب عدم احترام القوانين المنظمة لهذا المجال"، يؤكد المتضرر ذاته. "الفرشة المائية هي الأخرى تضررت من رمي هذا الطمي بمنطقة العزوزية"، يقول عبد الوهاب الأزدي، مشيرا إلى أن "الماء أصبح مالحا، بسبب تسربات هذه الأزبال والنفايات". وطالبت جمعيات المجتمع المدني بمنطقة العزوزية عبد الفتاح لبجيوي، والي جهة مراكش، بالتدخل من أجل رفع هذا الضرر عنهم، الذي تسببت فيه محطة التصفية المذكورة. كما طالب السكان المتضررون والي الجهة بالتدخل لمنع ولوج الشاحنات المحملة بهذا الوحل بعدما أقدمت، مؤخرا، على رمي هذه المخلفات علما أن المطرح العمومي الجديد صرفت عليه الملايير من الدراهم، قصد إغلاق القديم حفاظا على صحة وسلامة الساكنة المجاورة؛ وكذا منع العربات المجرورة من رمي الأزبال، حتى لا يتم إعادة إحداث مطرح عشوائي بالمكان بنفسه، مع إلزام الجهات المعنية على احترام قوانين البيئة حتى لا تتعرض الساكنة للمخاطر. هسبريس ربطت الاتصال بمحمد العربي بلقايد، رئيس المجلس الجماعي لمدينة سبعة رجال، الذي أوضح أن الدخان موضوع شكوى سكان العزوزية يتعلق بوحل تفرزه محطة المعالجة التابعة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بعاصمة النخيل، ونفى أن يكون مصدر ذلك المطرح العمومي. كما شدد المسؤول الأول عن الشأن المحلي بمدينة مراكش على أن "المصالح المعنية تعمل على إطفاء الحريق الذي شب بفعل فاعل"، حسب تعبيره.