لم يتأخر رد الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني على مطالب الاتحاد البرلماني العربي الذي دعا مدريد إلى الدخول في مفاوضات مع المغرب بغية استرجاع ثغري سبتة ومليلية؛ إذ قالت صابرينا موح، ممثلة الفريق الحزبي المذكور في مليلية، إن "المدينتين تشكلان جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية والوحدة الترابية لإسبانيا، والهيئات التمثيلية ملزمة بالخروج بجواب قاطع والاعتراض على طلب البرلمان العربي". وأضافت صابرينا، ضمن تصريحات نقلتها صحيفة "لابنغوارديا" الإسبانية، أن الطابع الإسباني للثغرين المشار إليهما خارج عن نطاق الشكوك، ودستور البلاد، كأعلى وثيقة قانونية، يوضح في فصله الثاني وحدة الأمة الإسبانية والوطن المشترك غير القابل للتجزئة، الذي يتسع لجميع المواطنين الإسبان"، مشيرة إلى أنه "لا يجب على حكومة مدريد الصمت على مثل هذه القضايا، خصوصا أنها تمس السيادة العليا لإسبانيا"، بتعبيرها. وأوردت القيادية في ال"PSOE" أن "الاتحاد البرلماني العربي يتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة الإيبيرية"، مبرزة أن "الأمر يتعلق بارتكاب مخالفة في حق ساكنة الثغرين، وعليه فإن المؤسسات التمثيلية والهيئات السياسية مطالبة بإعطاء جواب قاطع يعكس قوة ووحدة إسبانيا"، مستطردة في السياق ذاته بأنه "حان الوقت لوضع حد للأكاذيب التي تشنها أطراف خارجية ضد مدينتي سبتة ومليلية"، على حد قولها. وتابعت المتحدثة ذاتها أن "سبتة ومليلية تنتميان إلى التراب الإسباني وستبقيان كذلك إلى الأبد، وبالتالي لا يمكن ترك مجالات لمحاولات التشويش وتشويه الحقيقة"، في وقت فضلت فيه الحكومة المركزية بقيادة ماريانو راخوي، زعيم الحزب الشعبي، الصمت وعدم الخروج بأي تصريح بشأن مطالب الاتحاد البرلماني العربي الذي دعا مدريد، من وسط مقر البرلمان في الرباط، إلى الشروع في مفاوضات مباشرة مع المغرب للتفكير في حل سلمي لقضية سبتة ومليلية. وفي الختام، قالت صابرينا إن التنظيم السياسي الذي تنتمي إليه "سيتصدى لمحاولة التدخل في قضايا مدينة مليلية والشقيقة سبتة"، في إشارة إلى المصطلح المستخدم ضمن صياغة بيان اختتام المؤتمر السنوي للاتحاد البرلماني العربي الذي احتضنه البرلمان المغربي، والذي قال إن "عودة انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي يفسح المجال أمام الأشقاء في المغرب للمحافظة على وحدة أراضيهم الترابية وحقوقهم التاريخية".