يبدو أن البرلمان المغربي يريد أن يضع بصمته الخاصة على عمل الاتحاد البرلماني العربي، بعد احتضانه لدورته الرابعة والعشرين؛ فقد طلب حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، من زملائه البرلمانيين العرب مراجعة مشروع البيان الختامي الذي تُلي في الجلسة الختامية للمؤتمر. بنشماش طلب الكلمة، عقب تلاوة مشروع البيان الختامي، منتقدا طول مشروع البيان، المتكون من إحدى وثلاثين صفحة، قائلا: "هذا البيان لا تتوفر فيه مقومات البيان الختامي، بل هو تقرير عام، وأناشدكم أن تفرقوا بين التقرير وبين البيان". واقترح رئيس مجلس المستشارين المغربي أن يعتمد التقرير كورقة تُدوّن فيها مضامين المناقشات والملاحظات التي جرى التعبير عنها في أشغال اللجن التي ناقشت مختلف القضايا، على أن تتم إعادة صياغة البيان الختامي، وفْق شروط محددة، أهمّها الدقة والاختصار. "يجب توفير مقومات وشروط البيان الختامي، الذي لا يجب أن يتجاوز في مطلق الأحوال صفحتين أو ثلاث صفحات، كما هو الشأن بالنسبة إلى البيانات التي تصدرها كيانات إقليمية، مثل البرلمان الأوروبي، أو التي تصدرها هيئة الأممالمتحدة"، يقول بنشماش مخاطبا زملاءه البرلمانيين العرب. وبدا الارتباك واضحا أثناء تلاوة مشروع البيان الختامي للاتحاد البرلماني العربي، إذ توقف المقرر أكثر من مرة لترتيب أوراق مشروع البيان، في الجلسة الختامية التي تأخرت لأكثر من ساعة. وعزا الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب والذي ترأس الجلسة، الارتباك الحاصل إلى استمرار النقاش بين الأعضاء إلى آخر لحظة. المالكي اضطر إلى مطالبة المقرر المنتمي إلى الوفد البرلماني الموريتاني إلى تجاوز المقدمة التي صُدّر بها مشروع البيان الختامي، والتي تضمنت جردا بأهمّ مضامين الكلمات التي ألقيت في افتتاح أشغال المؤتمر، وطلب منه الانتقال مباشرة إلى التوصيات والقرارات. ويبدو أنّ البرلمانيين العرب لم يتفقوا على كل النقط الواردة في مشروع البيان الختامي للاتحاد البرلماني العربي، إذ قدّم عدد منهم عدة ملاحظات حول المشروع. وفيما أكد الحبيب المالكي أن جميع الملاحظات ستؤخذ بعين الاعتبار في الصيغة النهائية للبيان، دعا حكيم بنشماش زملاءه إلى "تجنب كل ما من شأنه أن يؤثر على العمل". وأضاف رئيس الغرفة الثانية: "أتمنّى ألا نسمع مجددا تلك العبارة المشؤومة التي تقول: اتفق العرب على ألا يتفقوا"، داعيا إلى أن يتضمّن البيان الختامي في نسخته الختامية "ما يجمعنا وما نحن نتقاسمه، والتحديات التي نواجهها ككيان موحد وليس كأعضاء"، بتعبير بنشماش.