بابتسامته المعهودة وحفاوة استقبال أسرته الصغيرة، ارتأى محمد ربيعي أن يطل بمعية مولوده الجديد "سيف الدين" على قراء جريدة "هسبورت"، بعد عودته من العاصمة التشيكية "براغ"، حيث بصم على انطلاقة مميزة في مسيرته في عالم الملاكمة الاحترافية، نهاية الأسبوع الماضي، محققا الانتصار في النزال الذي جمعه بالمجري لازلو كوفاش. وفتح محمد ربيعي قلبه لجريدة "هسبورت" في حوار مطول، كشف من خلاله جوانب متعلقة ببداياته الاحترافية، بالإضافة إلى حديثه عن أسباب إلغاء إقامة "نزال 18 فبراير" في الدارالبيضاء، وطبيعة مشكله القائم مع الجامعة الملكية المغربية للملاكمة. عدت إلى الوطن من أول ظهور احترافي، كيف عشت الانطلاقة؟ عدت من العاصمة التشيكية "براغ" حيث حققت انتصارا في أول نزال لي في عالم الملاكمة الاحترافية، وسط حضور عدد كبير من أفراد الجالية المغربية، وأنا جد سعيد بذلك، لاسيما أنني بصمت على أداء استحسنه مدربي ومدير أعمالي. كنت أتمنى لو كانت الانطلاقة بأول نزال في المغرب، لكن الخير في ما اختاره الله، وأنا مرتاح للاستقبال الذي حظيت به عند عودتي، كما عودني على ذلك أقاربي وأصدقائي، وأعد الجميع بتحقيق الانتصارات في قادم النزالات. بعد التحاقك بعالم الاحتراف، لاحظنا حضور أسماء إلى جانب محمد ربيعي؟ (مقاطعا)، يتكون فريق عمل محمد ربيعي من الأيرلندي غاري هايد، مدير الأعمال الذي يعنى ببرمجة النزالات، والأمريكي دونالد لاري، المكلف بالإشراف على التداريب، وكل واحد منهما يتكلف بحدود اختصاصاته، فيما تبقى المسؤولية أمامي في ترجمة العمل فوق الحلبة، والهدف تحقيق الانتصارات. انهالت عليك العروض الاحترافية بعد تألقك عالميا وأولمبيا، لماذا اخترت غاري هايد بالخصوص؟ بالفعل، تلقيت عدة عروض للالتحاق بعالم الملاكمة الاحترافية، إلا أنني فضلت التعاقد مع الأيرلندي غاري هايد، بعد أن رأيت فيه العرض الأنسب بالنسبة إلي، خصوصا أنه كان يتابع مشاركتي في الدوريات منذ سنة 2015، واستمر ذلك إلى ما بعد "ريو2016"، ثم اتفقنا على الجزئيات المتعلقة بعقد الارتباط، قبل أن نشرع في العمل سويا منذ أشهر قليلة. الانطلاقة كانت متعثرة وألغي أول نزالاتك "الاحترافية" الذي كان مقررا في 18 فبراير الماضي في الدارالبيضاء.. ما الذي حصل بالضبط؟ حدد تاريخ 18 فبراير موعدا لأول نزال "احترافي" في مدينة الدارالبيضاء، حيث دخلت في معسكر تدريبي لمدة ثلاثة أشهر استعدادا للموعد المرتقب، انطلقت من مدينة وجدة واختتمت بأيرلاندا رفقة المدرب الأمريكي لاري، ثم قدمت إلى المغرب قبل أسبوع من النزال المزمع أن تحتضنه القاعة المغطاة التابعة للمركب الرياضي محمد الخامس، بيد أننا فوجئنا قبل يومين من ذلك بقرار إلغاء إقامة الأمسية، بداعي "أسباب تنظيمية" لا أرغب في الخوض فيها لأنني أجهلها. ما يمكنني أن أقوله الآن، هو أنني كنت في أتم الجاهزية الذهنية والبدنية لأظهر بشكل جيد على الحلبة تحت أنظار محبي وعشاق محمد ربيعي، وواصلت العمل بعدها رفقة مدربي الأمريكي الذي فضل البقاء معي في المغرب، من أجل التحضير لنزال 11 مارس في التشيك، وتمكنت من تحقيق انتصار بالضربة القاضية، أهديه لجميع المغاربة. هل يحس محمد ربيعي أنه "محارب" من جهات معينة لا ترغب في أن يسطع نجمه؟ مثلما هناك أشخاص يحبون محمد ربيعي، فهناك آخرون لا يتمنون له النجاح، فهؤلاء الأخيرين يشكلون لي حافزا إيجابيا من أجل أن أعمل جيدا وأضحي كثيرا في التداريب لكي لا أتبنى مصطلح الفشل في مسيرتي الرياضية.. أمر جيد أن يكون لي أعداء كما أتوفر على محبين، فذلك يدفعني إلى مزيد من البذل والعطاء ليهنأ بالهم جميعا. بعد إلغاء أمسية 18 فبراير.. هل سنرى محمد ربيعي ضمن نزال في المغرب هذه السنة؟ حاليا، يستبعد مدير أعمالي فكرة إقامة نزال لي في المغرب، لكنني سأحاول إقناعه مع مرور الأيام بالعدول عن هذا القرار، إذ نطمح إلى أن يتم توفير كل متطلبات إقامة أمسية ملاكمة في المغرب في المستوى الكبير، كما لاحظتم من خلال الصور التي نشرت عبر صفحتي الشخصية على "الفايسبوك" عن آخر أمسية خضت في العاصمة التشيكية "براغ". ما طبيعة المشكل القائم بين محمد ربيعي والجامعة الملكية المغربية للملاكمة؟ أريد أن أوضح أمرا مهما، فمحمد ربيعي ليس لديه أي مشكل مع الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، وبالأخص في علاقتي مع رئيسها عبد الجواد بلحاج، الذي أود أن أتوجه له بالشكر على دعمه لي ومساندته المتواصلة، فهو من منحني موافقته على ولوجي عالم الاحتراف، وتوجه لي بالقول: "الله يسهل عليك أولدي، وأنا ما عمرني نوقف في طريقك.. سأكون فخورا بك ما دمت ستشرف الراية المغربية". لكن، هناك "البعض" داخل الجامعة نفسها ممن لا يحبون الملاكم محمد ربيعي ولا يفصحون عن ذلك علنا، إذ يعملون على افتعال مشاكل لا تصب في مصلحتي وتدفعني إلى الدخول في خلاف مع الجهاز الوصي على رياضة الملاكمة في المغرب.. ورسالتي لهم: "الله يهديهم". تزامن موعد أول انتصار احترافي لمحمد ربيعي مع ازدياد أول مولود.. كيف عشت تلك اللحظات؟ (مبتسما) تلقيت صبيحة 12 مارس خبر ازدياد أول مولود لي، وكان فأل خير علي بعد تحقيقي أول انتصار في مسيرتي الاحترافية ليلة الحدث السعيد، وأتمنى أن أحسن تربية "سيف الدين" كما رباني والدي، ولا يمكن لي إلا أن أدعمه في تحقيق ما يريد ورسم مساره، سواء رياضيا كان أو في مجال آخر يميل إليه. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com