أحجم "حزب الله" اللبناني عن التعليق على اعتقال السلطات المغربية العاملة بمطار محمد الخامس الدولي بمدينة الدارالبيضاء لرجل الأعمال اللبناني الشهير قاسم تاج الدين، المعروف بقربه الشديد من الهيئة السياسية والعسكرية البارزة في لبنان، في وقت ضجت فيه وسائل إعلام البلد المشرقي بعشرات التقارير التي أماطت اللثام عن خلفيات هذا الاعتقال. وجرى إيقاف قاسم تاج الدين، الذي كان مُتجها إلى العاصمة بيروت على متن رحلة جوية تابعة للخطوط الجوية الملكية المغربية، على خلفية مذكرة بحث دولية صادرة من السلطات القضائية الأمريكية، التي تصنفه على لائحة الإرهابيين الذين يموّلون منظمات إرهابية، في إشارة إلى حزب الله، حيث تتهمه واشنطن بغسيل الأموال ودعم المقاومة اللبنانية أمام صمت "حزب الله" وعديد من الساسة في لبنان، خرج الناشط السياسي البارز وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، بموقف، نشره على صفحته الرسمية بموقع "تويتر"، يطالبه فيه بمساءلة الدولة اللبنانية عن الواقعة، حيث قال: "أيّاً كانت خلفيات وملابسات اعتقال الحاج قاسم تاج الدين، لكن المنطق يفرض أن تُسأل دولتنا عنه" يأتي تصريح جنبلاط، في وقت يثير فيه عدد من السياسيين في لبنان تساؤلات حول الغاية من التعتيم الذي لقيه اعتقال قاسم تاج الدين من قبل وسائل إعلام "حزب الله"، وحول تجنب الدولة اللبنانية الحديث عن الموضوع، في وقت تصاعدت خلال الساعات الماضية معطيات، غير رسمية وغير مؤكدة، تشير إلى اتصالات سرية جرت بعد اعتقال رجل الأعمال اللبناني بين بيروت والرباط، من أجل إطلاق سراحه وإعادته إلى لبنان. وفي سياق هذا الحادث، لزم الشيعة المغاربة الصمت أيضا حيال اعتقال قاسم تاج الدين، حيث رفضوا التعقيب على الواقعة، في اتصالات قامت بها هسبريس مع عدد من النشطاء المعتنقين للمذهب الشيعي في المملكة، خاصة أن رجل الأعمال اللبناني المعتقل من لدن السلطات المغربية يعد وجها بارزا ومعروفا لدى "حزب الله" الشيعي. ووفقا لمعلومات استقتها هسبريس عن قاسم تاج الدين، 61 سنة، فالمعني معروف بأنشطته الاستثمارية الكبيرة في لبنان وخارجها خاصة في الدول الإفريقية، حيث قام مع شقيقيه (حسين وعلي) ببناء شبكة استثمار دولية تضم شركات للتجارة في العقارات والمواد الغذائية، قبل أن تدرجه الولاياتالمتحدة عام 2009 على اللائحة السوداء للملاحقين بتهمة دعم الإرهاب، ولائحة العقوبات بتهمة تبييض الأموال واستغلالها في تمويل حزب الله اللبناني في إفريقيا، الذي تصنفه واشنطن من المنظمات الإرهابية. الطلب الأمريكية إلى السلطات المغربية لم يكن الأول من نوعه لبلد إفريقي، إذ سبق لواشنطن أن طالبت أنغولا بتجميد الأنشطة الاقتصادية لعائلة تاج الدين، على إثر مذكرة استخباراتية استجابت لها الدولة الإفريقية المذكورة؛ فيما جرى اعتقال قاسم تاج الدين، الملقب بالحاج، في بلجيكا عام 2003، بطلب أمريكي، وسجنه لمدة شهرين بعد التحقيق معه على خلفية أنشطة وتمويل وتبييض أموال لصالح حزب "حسن نصر الله".