بدا التأثر واضحا على محيا زوجة عبد اللطيف مرداس، برلماني حزب الاتحاد الدستوري الذي اغتيل ليلة 7 مارس الجاري، التي توشحت بالبياض حزنا على رحيل زوجها، الذي تركها وحيدة رفقة أبنائها الثلاثة الذين لم يصدقوا بعد أنهم فقدوا والدهم. وبينما هي معتكفة في غرفتها، يتواصل تقاطر أفراد عائلة مرداس، التي فجعت بمقتل ابنها عبد اللطيف لأسباب تظل الى حد الآن مجهولة، ومعارفه وأصدقائه على بيت الأسرة بزنقة بنغازي، في حي كاليفورنيا الراقي بالدار البيضاء، لتقديم واجب العزاء. وفاء امرداس، التي قضت أزيد من 15 سنة من حياتها مع زوجها الراحل عبد اللطيف، فضلت الاعتكاف في الطابق العلوي من مسكنها بعد قضائها لليلتين متواليتين دون نوم بسبب الصدمة التي خلفها فقدان رب الأسرة، وبعدما فوجئت بتداول روايات حول أسباب مقتل زوجها، التي نفتها بشكل قاطع، وقالت إنها "مجانبة للصواب والحقيقة". وأشارت المتحدثة، في لقاء مع هسبريس، إلى أن التحقيق يسير في اتجاه وجود عناصر إجرامية بالخارج تقف وراء حادث الاغتيال، مضيفة أن قتل زوجها خلف صدمة لم تستوعبها بعد. وعادت أرملة القتيل بذاكرتها إلى ليلة السابع من مارس الجاري، وهي تقلب الصور العائلية التذكارية التي تجمعها بالراحل، وأفادت بأنها كانت تستعد للخروج من بيت والديها، غير بعيد من مقر سكنى أسرتها الصغيرة، لتتصل بها ابنتها البكر عبر هاتفها المحمول وتخبرها بأن عبد اللطيف قد تعرض لحادث ضرب بواسطة "الحجارة"، وأنه مضرج في دمائه. أسرعت الأرملة إلى بيتها لتجد عناصر الأمن قد حلوا بعين المكان، وهناك اكتشفت أن زوجها قد كان ضحية لاعتداء مسلح أصيب على إثره بأعيرة نارية على مستوى الوجه والصدر، كما أخبرتها بذلك عناصر الأمن، لتدخل في غيبوبة قبل أن تستفيق وتستوعب جزئيا حجم الفاجعة. وعلقت أرملة الراحل على الحادث قائلة: "إنها مصيبة تلك التي حلت بنا، لقد كان نعم الأب والزوج الذي كان يحرص على راحتنا جميعا ويلبي حاجياتنا، إلى حد أنه كان يخطط بنفسه للوجهة التي نسافر إليها جميعا أسابيع قبل حلول العطل المدرسية".