حشود نسائية غفيرة حجت مساء اليوم الخميس إلى الساحة المقابلة لمبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، رفعت أصواتها عالية بالشعارات والزغاريد، في وقفة احتجاجية غاضبة، رفعت مطلب إصدار قانون يضمن المساواة بين النساء والرجال في الأراضي الجماعية، أو ما يسمى الأراضي السلالية. الوقفة التي جاءت في سياق "الحركة المطلبية للنساء السلاليات في المغرب" استطاعت معها الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب أن تحشد مئات السلاليات اللائي شكلن مشهدا نسائيا صرفا أمام مقر البرلمان، انطلق بشعار "من الحكرة إلى التمكين: مسيرة نضال النساء السلاليات"، ووجهن خلاله انتقادات حادة للدولة، واتهامات بتغييب مبدأ المساواة وسيادة "المزاجية الذكورية" في التعاطي مع حقوقهن. النساء الغاضبات، اللائي قدمن من مختلف مناطق المغرب، رفعن شعارات غاضبة باللهجة الدارجة، من قبيل: "كيف الراجل كيف المرا.. باراكا من الحكرة"، و"الله الله على حكرة.. فينا هيا حقوق المرا"، فيما حملت المحتجات عشرات اللافتات كتبت على بعضها عبارات "الملك ملكنا..وحقنا حتا حنا بغينا"، و"السلالية تبكي وتقول.. فين حقي يا مسؤول"، وأيضا لافتة أخرى ضمت عبارة "يا نواب البرلمان.. القانون لازم يبان"، و"لا تنمية بشرية بإقصاء المراة السلالية والكيشية"، وكذا "قانون الجموع ديال 19..بدلوه خلاص راه مايصلاحش". وتحمل مطالب النساء السلاليات وضع حد لإقصائهن من حقوق الانتفاع المخولة لأفراد الجماعات السلالية بموجب قانون يعتمد في أحكامه على العرف، إذ يصفن أنفسهن بالمتضررات من أراضي الجموع، ويشكين حرمانهن من حقوقهن لأسباب مختلفة؛ ضمنها غياب قانون يحميهن من "اللامساواة مع الرجل". إلهام بنزينة، إحدى سلاليات مدينة القنيطرة المحتجات، قالت لهسبريس: "جئنا للمطالبة بقانون يضمن حقوقنا الكاملة..صحيح أن هناك ثلاث دوريات لكنها لا توصل لنا كافة مكتسباتنا"، مضيفة: "نقول كفى من الظلم و"الحكرة" وتفقير المرأة السلالية، لأنها مواطنة مغربية ويجب تمكينها من حقوقها البسيطة التي هي المساواة وأن تأخذ حقها مثلما يأخذه الرجل". وتابعت المتحدثة ذاتها: "حرام هذا الإقصاء..من المفترض أننا في دولة حق وقانون ولا يجب أن يستغل جهل بعض السلاليات..نحن لسنا أميات ولسنا جاهلات بحقوقنا.."، منبهة إلى معاناتهن مع ما وصفته ب"مزاجية المسؤولين الذكور"، وزادت: "العقلية الذكورية تتعامل مع النساء السلاليات بنوع من المزاجية واللامساواة، والحل هو إخراج قانون عاجل". أما مجيدة فلاحية، وهي من سلاليات منطقة ولاد عياد، فصرحت للجريدة قائلة: "نحن هنا في هذه الوقفة لنطالب بحقنا، ونحتج ضد التهميش والحكرة والإقصاء، ولضمان المساواة بيننا وبين الرجل في الحقوق المتعلقة بالأراضي الجماعية"؛ فيما أوردت سلالية أخرى من جماعة مولاي بوسلهام ولالة ميمونة، وتدعى بشرى مرواني، أن الدوريات القانونية التي تؤطر المجال تبقى غير كافية، مضيفة: "هناك شهادات تكشف معاناة عميقة.. ولهذا نحن نطالب بإصدار القانون في أقرب وقت لضمان حقوقنا".