رغم الحراسة الأمنية المشددة على السياج الحدودي بين المغرب وثغر سبتةالمحتلة، والواقعة تحت السيادة الاسبانية، فإن عشرات المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء أفلحوا في ولوج المدينة السليبة، متحدين عاملي الأمطار والرياح. واقتحم زهاء 350 مهاجرا إفريقيا بشكل جماعي ومباغت السياج الشائك لمدينة سبتة، قبل حلول فجر اليوم الاثنين، في خضم طقس عاصف يتسم بهطول أمطار قوية ورياح قوية، حيث استغل المقتحمون ظروف الطقس هذه لينفذوا عملية الاقتحام. ولم يمر اقتحام المهاجرين للسياج المحيط بسبتة دون وقوع إصابات في صفوفهم، حيث نقلت مصالح الصليب الأحمر الاسباني 11 مهاجرا إفريقيا إلى المشفى، ثمانية منهم أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، وثلاثة آخرون بكسور محتملة. ولم يكن اختيار المهاجرين الأفارقة لظروف الطقس الرديء اعتباطا، ذلك أن الأمطار والرياح تعقدان السيطرة تكنولوجيا على المنطقة التي تفصل بين المغرب ومدينته المحتلة، بالنظر إلى أن صافرات الإنذار تعمل بشكل مستمر بسبب الرياح القوية، ويكون من العسير على الأمن الاسباني والمغربي تحديد السبب. ويأتي الاقتحام الجديد أياما قليلة فقط بعد حدوث تسلل سابق نفذه زهاء 500 مهاجر إفريقي جنوب الصحراء، ليترفع بذلك عدد المهاجرين الذين دخلوا سبتة بشكل غير شرعي منذ يوم الجمعة الماضي إلى أكثر من 800 فردا، وبات مركز الإقامة المؤقت المخصص للمهاجرين بهذه المدينة مكتظا حاليا ب1400 شخص، رغم أنه يستوعب 512 فقط. وكان نحو 500 مهاجر غير شرعي، قد اقتحموا الجمعة الفائتة السياج ذاته، وهي العملية التي تمت انطلاقا من الغابات المجاورة لمنطقة "بليونش"، حيث وجدت قوات الأمن المغربية صعوبة بالغة في ثنيهم عن ذلك. ووصفت إدارة الحرس المدني الإسباني تلك العلمية بكونها الأضخم من نوعها خلال العامين الأخيرين، موردة أن أربعة عناصر من قوات الحرس المدني، أصيبوا خلال محاولتهم التصدي لعملية الاقتحام الجماعية.