نعى عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، قبل قليل، الزعيم السياسي المغربي امحمد بوستة، عن سن 92 سنة. وكتب بنحمزة في صفحته الفيسبوكية: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر... أسلم الروح لبارئها المجاهد والقائد السي امحمد بوستة..اللهم جدد عليه الرحمات وأنزله منزلة الصديقين والشهداء وارزقنا وأسرته الصغيرة الصبر الجميل.. إنا لله وإنا إليه راجعون". ولد محمد بوستة، الذي قاد حزب الاستقلال عشرين سنة، عام 1925 في مراكش بالمغرب، ودرس المرحلة الابتدائية والثانوية في مراكش، ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة السوربون الفرنسية في تخصص القانون والفلسفة، ليفتح عام 1950 مكتبا للمحاماة في الدارالبيضاء وأصبح في ما بعد نقيبا للمحامين، وتخرج من مكتبه محامون مشهورون منهم الوزير الأول السابق عباس الفاسي. شغل الزعيم الراحل الذي لقّبه الكثيرون "الحكيم الصامت" مناصب مختلفة منذ فجر الاستقلال، إذ عمل وزيرا للوظيفة العمومية والإصلاح الإداري عام 1961، وكان نقيبا للمحامين، وشغل منصب وزير الخارجية في حكومة أحمد عصمان، لكنه قدم استقالته منها عام 1963 مع علال الفاسي ومحمد الدويري. عاد الراحل إلى وزارة الخارجية في الفترة 1977-1983، وعينه الملك محمد السادس بعد 17 عاماً رئيساً للجنة الملكية لإصلاح مدونة الأسرة، وهو المنصب الذي ظهرت فيه "حكمته السياسية" بعدما قام بالتوفيق بين تيارين متنافرين تماماً، تيار إسلامي محافظ وآخر حداثي. وقبل وفاته بأقل من شهر زار الملك محمد السادس الراحل بوستة في المستشفى العسكري بالرباط بعد تعرضه لأزمة صحية.