بلغت الحصيلة الأولية لفاجعة انفجار قنينة غاز "البوتان" التي هزت زوال اليوم الاثنين سوق "عين عودة" الأسبوعي، ضواحي العاصمة الرباط، قتيلة واحدة و54 مصابا، أصيبوا بحروق متفاوتة الخطورة، ونقلوا إلى مستشفى سيدي لحسن بتمارة، ومستشفى ابن سينا بالرباط، لتلقي الإسعافات المستعجلة. وحسب شهود عيان، حكوا لهسبريس ما عايشوه لحظة الفاجعة، فإن رواد وتجار السوق الأسبوعي بعين عودة صدموا إثر دوي انفجار قوي هز المنطقة الشمالية من السوق المحاط بسور إسمنتي، أحدثته قنينة غاز بوتان من الحجم الكبير، كان يستغلها بائع داخل محله التقليدي لتقديم وجبات السمك المقلي. يقول أحد الشهود لهسبريس، وهو في حالة دهشة: "كانت الأجواء عادية قبل أن نصدم بانفجار بمكان الوجبات السريعة للسمك..ارتفعت قنينة الغاز إلى السماء من شدة الانفجار لتتناثر أشلاء سيدة ويقع العشرات من الجرحى"، مضيفا: "رأيت بائع خبز تقليدي يبلغ من العمر حوالي 17 سنة يجر عربة يدوية وقد أصابته شرارة الانفجار، فاشتعلت النار في جزء مهم من يده اليمنى. ربما قد يموت من حدة النار، حتى إن عربته طالها الحريق وتناثر الخبز في المكان". ويتابع شاهد عيان آخر: "كانت سيارتي مركونة بجانب مسرح الحادث، أبيع على متنها بعض الخضر.. سمعت انفجارا شديدا قبل أن ألتفت وأجد النار قد اشتعلت في المكان بشكل سريع وعلى مساحة متوسطة"، مضيفا: "تناثرت أشلاء ضحية واحدة وسقط عدد من الضحايا بشكل مخيف، وكأن قنبلة انفجرت في المكان". وكشف المتحدث ذاته أن رواد وتجار السوق سارعوا في بداية الحادث إلى إطفاء النيران المشتعلة بواسطة المياه والرمال، وإجلاء الجرحى من مسرح الفاجعة، "إلى أن جاءت قرابة ست سيارات إسعاف وشاحنة للوقاية المدنية، فتم إطفاء الحريق والسيطرة عليه ونقل عشرات الجرحى إلى مشفى ابن سينا بالرباط". وفي تواصل لهسبريس مع عدد من تجار ومرتادي سوق عين عودة، فإن غضبا عارما يسود المنطقة الشعبية بسبب ما وصفوه ب"الإهمال المتعمد من طرف السلطات المحلية للسوق"، حيث مازال البائعون يصرون على الاستغلال العشوائي للمتاجر، في غياب تام لإجراءات السلامة، فيما قال أحدهم: "بائع السمك المقلي يعمد إلى وضع الجمر تحت قنينات الغاز لغاية تدفئتها، لضمان تدفق الغاز والإسراع في إعداد الوجبات..وهذا السبب المباشر وراء فاجعة اليوم".