في المكان نفسه، حيث كان الجميع على موعد مع الاحتفال بليلة تأهل بيضاء، هنا بشارع محمد الخامس بالرباط، اختار المشجعون الذين شاهدوا هزيمة الأسود ضد الفراعنة أصغر الأزقة للعودة إلى الديار جارين وراءهم أذيال الخيبة. وخيّم الصمت الممزوج بالأسى والحزن على الجماهير المغربية التي رابطت في المقاهي لمتابعة مقابلة المنتخب الوطني ضد الغريم المصري الذي صعق المغاربة بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة بهدف اللاعب محمود كهربا، منهيا مغامرة رفاق المهدي بنعطية في المسابقة القارية عند حدود الدور الثاني. المباراة، التي سيطر عليها أبناء المدرب هيرفي رونار، زرعت مشاعر الحسرة على تأهل ضاع في الدقائق الأخيرة، بينما لم يستطع البعض الآخر كبت غضبه في الداخل معبرين عنه بعبارات ساخطة وحركات متشنجة لم تستثن كؤوسا فارغة وطاولات جامدة. "ديما ملي كنلعبوا مزيان نخسر المباراة.. هادي قاعدة في الكورة ما عندنا مانديرو بكل روح رياضية"، عبارات خرجت من أفواه العديد من المتفرجين الذين لم يعترضوا على أداء أسود الأطلس، بعد ما نال إعجابهم خصوصا في ظل تسيد العناصر الوطنية أطوار اللقاء؛ "لكن الكورة فيها الرباح والخسارة.. والمغرب خسر بشرف ضد المصريين الذين سرقوا المباراة"، وفق تعبير أحد المشجعين. وفيما اختار الكثيرون لغة الصمت للتعبير عن سخطهم من إقصاء المنتخب، خاصة بالطريقة التي شاهدوها، اكتفى آخرون بالمستوى الذي وصل إليه زملاء مبارك بوصوفة، معبرين عن رضاهم على الأداء العام لكتيبة الأسود خلال جميع المباريات التي خاضوها في منافسة كأس الأمم الإفريقية 2017، متطلعين في الوقت ذاته إلى قادم أفضل بقيادة "الثعلب" الفرنسي هيرفي رونار. بدورهم، انبرى نشطاء موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك للتعليق على مجريات المباراة، وقال أحد المعلقين: "بنعطية كان السبب في الإقصاء وتحية كبيرة للمحمدي ومنديل الذي دفن محمد صلاح في الجهة اليسرى"، فيما استخلص مدون آخر العبرة من المباراة قائلا: "المثل يقول لي فرط يكرط.. درس لن ينساه المنتخب المغربي أبدا". وبلغة أقرب الى السخرية، كتب أحد النشطاء ردا على بعض التكهنات التي سبقت المباراة مرجحة كفة الأسود: "شفتوا أصحاب التنبؤات والفهامات ما يكون غير لي بغاه الله.. وهذا دليل على أن هدوك الناس غير كيبيعو الوهم.. ما عليش المهم لعبو مزيان المرة المقبلة إن شاء الله".