صدر عن دار النشر "المنشورات الاقتصادية للمغرب" مؤلف باللغتين الفرنسية والعربية يحمل عنوان "الرياضة في المغرب، إنجازات وأساطير"؛ حظي بدعم من طرف المغربية للألعاب والرياضة، ويقع في 320 صفحة تقدم، في طبعة أنيقة، لمحة عن مسار الرياضة بالمغرب إلى جانب التطرق إلى ثلة من الرياضيين الذين ساهموا بدون كلل، بفضل التزامهم وإنجازاتهم الرائعة، في إثراء التراث الوطني اللامادي في هذا المجال. ويتوقف مؤلفو الكتاب عند أساطير الأمس مع إبراز أهم إنجازات الرياضيين المغاربة الذين تألقوا في دورات الألعاب الأولمبية وبطولات العالم والألعاب القارية والإقليمية، فضلا عن رصد سجلات هؤلاء الرياضيين. كما يتناول الكتاب بين دفتيه أبرز الأحداث الرياضية العالمية المنظمة بالمغرب والتي ساهمت في ترسيخ القيم المثلى للمملكة كأرض للمحبة والإخاء واللقاءات وحسن الوفادة. وقدم للمؤلف، الذي يدون الذاكرة المشتركة بالنص والصورة، وزير الشباب والرياضة، لحسن السكوري، ورئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية حسني بنسليمان. ويلقي سعيد الزرزوري ومحمد عزيز داودة، خبيران في المجال، نظرة عن تاريخ الرياضة بالمغرب والحكامة الرياضية. واحتفى المؤلف بالرعيل الأول من الأبطال في الجزء الذي يحمل عنوان " المغرب أرض الأساطير". وهكذا، سيكتشف القارئ في الفترة ما بين 1930-1960 العربي بن مبارك، عبد الرحمان بلمحجوب، الراضي بن عبد السلام، محمد الكورش، مارسيل سيردان، جوست فونتين، شارل بنيتاه، وغيرهم ممن دونت أسماؤهم بأحرف من ذهب في سجلات الأمة. وفي هذا الجزء يتطرق نجيب السالمي، أحد قيدومي الإعلام الرياضي الوطني، وكشاهد على العصر، إلى موضوع أساسي يؤكد على " ضرورة المحافظة على تاريخنا الرياضي ". أما "السجلات والأساطير" فهو باب مخصص لسجلات الرياضيين المغاربة في مختلف التظاهرات الرياضية الدولية الكبرى (ألعاب أولمبية وبطولات العالم)، القارية (بطولات إفريقيا) والإقليمية (ألعاب عربية، متوسطية، إفريقية وفرنكوفونية) ثم المشاركات الدولية للأندية المغربية. وتم تقديم الرياضيين المغاربة الحائزين على ميداليات ذهبية، فضية وبرونزية في الألعاب الأولمبية بالصور حسب كل نوع رياضي ووفق تسلسل زمني لسجلاتهم من الحديث إلى القديم. وتم أيضا تقديم الرياضيين المغاربة الفائزين بألقاب عالمية في رياضات أولمبية حيث يتم عرض صورهم وفق تسلسل زمني من الحديث إلى القديم. واستكمل هذا السجل بالأبطال العالميين في الرياضات غير الأولمبية. وبخصوص أبطال إفريقيا والتظاهرات الإقليمية، وبالنظر إلى العدد الكبير من المتوجين، فقد تم الحديث عن أبرزهم، مع تعزيز النصوص بصور المتألقين منهم على الصعيد الدولي. وأخيرا، كان من الأهمية استحضار السجل الدولي للأندية المغربية على غرار الرجاء البيضاوي والوداد البيضاوي، الجيش الملكي، الكوكب المراكشي، المغرب الفاسي والفتح الرباطي ... وتعزز باب "سجلات وأساطير" بملفات خاصة حول أحداث رياضية دولية كبرى تألق فيها الرياضيون المغاربة في فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ولاسيما في الألعاب الأولمبية الموازية (البارالمبية)، الألعاب الأولمبية الخاصة ( الأولمبياد الخاص الدولي)، ومشاركة المغرب في كأسي العالم وإفريقيا لكرة القدم، وكرة القدم داخل القاعة، ثم مشاركة الأندية الوطنية في كأس محمد الخامس لكرة القدم، وكذا اللاعبين المغاربة الفائزين بالكرة الذهبية. أما الباب الأخير من الكتاب فيتناول الأحداث الكبرى التي استضافها المغرب وتلك التي نظمها. لقد تم استعراض في بادئ الأمر أبرز الأحداث الرياضية الدولية التي احتضنها المغرب ( الألعاب العربية 1961 ،الألعاب المتوسطية 1983،كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم 1988،بطولة العالم للعدو الريفي 1998 ،بطولة العالم للكراطي 2009، كأس العالم للأندية في كرة القدم 2013 -2014....) . وفي مرحلة ثانية تم التطرق لأبرز الأحداث الرياضية التي دأب المغرب على تنظيمها (جائزة الحسن الثاني للغولف، كأس الأميرة للامريم للغولف، جائزة الحسن الثاني الكبرى للتنس، الدوري الملكي المغربي في رياضة الفروسية، جائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية " التبوريدة"، جائزة مراكش الكبرى برسم بطولة العالم للسيارات السياحية، لحاق عائشة للغزالات، ماراتون الرمال، طواف المغرب للدراجات، ملتقى محمد السادس الدولي لألعاب القوى). كما يتضمن المؤلف تكريما لشخصيات بارزة تركت بصمات واضحة على مسار الرياضة المغربية كالأميرة المرحومة للا آمنة، سعيد بلقولة، الأب جيكو، محمد بنجلون التويمي، محمد مجيد، فاطمة عوام .... وفي فئة النخبة يعرض الكتاب لبعض الفرق والرياضيين المتألقين الذين رفعوا العلم المغربي عاليا من قبيل الفريق الوطني لكرة القدم داخل القاعة، الفريق الوطني للشبان لكرة القدم لعام 2005، فاطمة الفقير، عبد الرزاق العلام، عادل بلكايد، فرسان التنس الثلاثة، عبد الكبير ودار. وعموما؛ يمثل هذا الكتاب جزءً من تاريخ الرياضة المغربية ومن الذاكرة الجماعية للمغاربة، يمكن من الاطلاع على ثراء الموروث الرياضي الوطني واستخلاص الدروس والعبر لتجاوز صعوبات الحاضر وإعداد وتنفيذ خطة ناجعة لاستشراف آفاق مستقبل واعد.