أمام التحديات التي يعرفها مجال الاتصال اللاسلكي، خصوصا في مجال القدرة على نشر وتشغيل اتصال لاسلكي مع الحفاظ على الأداء الجيد وتقديم إنتاجية عالية في تضاريس جغرافية مختلفة، ونظرا للطلب المتزايد عالمياً على توفير بث إذاعي بجودة تضاهي جودة الأقراص المدمجة سواء كان المستقبل محمولا أو ثابتا؛ تلوح في الأفق تغيرات تقنية جذرية بحلول زمن البث الرقمي لإشارات الراديو أو ما يسمى ب Digital Audio Broadcasting. تطور البث الإذاعي كان يعتمد البث في البداية على تردد (AM AMPLITUDE MODULATION) والتي كانت تبث إلى مسافات بعيدة ولكن عائقها الرئيسي كان هو الأفق وضعف الإشارة كلما بعدت المسافة فتم بعد ذلك الانتقال إلى (FM FREQUANCY MODULATION) والتي أعطت إضافة كبيرة في نقاء الصوت إلا أنها كانت محدودة التغطية، ولا يمكنها الانتشار إلى مسافات بعيده. واستمر البحث والتطوير لأفضل وسائل البث الإذاعي التي يمكنها أن تقدم جودة عالية بتكلفة أقل حتى تم التوصل في السنوات الأخيرة إلى البث الرقمي DAB. مزايا الانتقال إلى البث الرقمي إن الانتقال إلى البث الرقمي يمكن من توفير في تكاليف الإرسال مع تحسين نوعية الإشارة. كما يستخدم هذا الابتكار، الذي بدأ العمل به خلال صيف عام 2011، تقنيات متطورة لعمليتي الترميز والضغط، علاوة على أن هذه التقنية تمتاز بجانب الانتقائية وجودة الصوت العالية وتوفير العديد من البيانات والمعلومات الإضافية، مثل بعض البيانات المرورية المتعلقة بمواقع الازدحام والتكدسات المرورية وخرائط الطقس. ويحتاج بث DAB+ إلى شبكة واحدة فقط وإلى تردد واحد قادر على حمل ما يقارب ثمانية عشر برنامجا، في حين أن بث "إف إم" يحتاج كل برنامج إلى شبكة بث كاملة، وكل مرسل يحتاج إلى تردد خاص به. ويعدّ جهاز البث الرقمي غاية في الأهمية، حيث سيمكن من تغيير تجربة الاستماع إلى جهاز الراديو عند وضعها مستقبلا في السيارات. وقد أصبح نظام DAB , DAB+ من الأنظمة المفضلة في أوروبا وجزء كبير من آسيا والمحيط الهادئ والذي صمم أصلا للعمل ضمن بيئة متنقلة. ويقدم الراديو الرقمي للسائق تجربة الراديو عالية الجودة مع مميزات جديدة ومثيرة ومتعددة الخيارات، كسهولة البحث عن المحطات الإذاعية بالاسم وليس بالتردد، إضافة إلى المزيد من القنوات والمحتوى التي تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات الإذاعية. كما تمكن هذه التقنية أيضا من وقف وإرجاع التسجيل من البث الإذاعي الحي، وكذا ميزات إضافية تتضمن رسومات الشاشة في السيارة والمعلومات التي يمكن عرضها مثل غلاف الألبوم الفني وعناوين الأغاني وأسماء الفنانين والأخبار ونتائج المباريات الرياضية... كذلك يقدم الراديو الرقمي معلومات السفر عن طريق السماح بعرض أسعار الوقود، ومواقع محطات الوقود وتدفق المعلومات المرورية... النرويج تنتقل إلى البث الرقمي والسويد تتردد قامت وزارة الثقافة النرويجية بالتوقف عن استعمال تقنية البث الإذاعي "إف إم" الأربعاء الماضي، لتكون بذلك أول دولة تقدم على هذه الخطوة. وتنوي النرويج استعمال تقنية البث الصوتي الرقمية "DAB" كمعيار وطني للبث الإذاعي، حسب بيان وزارة الثقافة. وتعتمد 22 محطة إذاعية وطنية في النرويج على تقنية "DAB" في الوقت الحالي، مقابل 5 فقط على تقنية "إف إم"، ويمكن إضافة 20 محطة إضافية على تقنية "DAB" مستقبلا. ووفقا لتقارير صحافية، فإن وزارة الثقافة ستمنح المحطات الإذاعية إمكانية الاختيار بين تقنيتي "DAB" و"DAB +". أما الحكومة السويدية فقد قررت عدم المضي قدماً في خطة الانتقال إلى الراديو الرقمي وإنهاء البث الإذاعي عن طريق تقنية "إف إم". وجاء هذا الإعلان خلال مقال كتبته أليس باه كونكه، وزيرة الثقافة والديمقراطية، ونشرته صفحة نقاش جريدة Svenska Dagbladet السنة الماضية. وكان عدد من المحققين الحكوميين قد اقترحوا أن تبدأ رقمنة البث الإذاعي، وإنهاء العمل بتشغيل الراديو عبر تقنية "إف إم" قبل عام 2024 على أبعد تقدير. وقالت باه كونكه إن اقتراح وقف شبكة "إف إم" يعني، من الناحية العملية، وجود 10 ملايين جهاز راديو غير قابل للاستخدام، مؤكدة أن الحكومة لم تغلق الباب نهائياً أمام إمكانية الانتقال مستقبلاً إلى تقنية الراديو الرقمي، خاصةً أن هذه الخطوة ستسهم في تشجيع فتح مجموعة أكبر من محطات الراديو في جميع أنحاء السويد.