أعلنت "فيسبوك"، "تويتر"، "يوتيوب"، و"مايكروسوفت" عن برنامجٍ جديدٍ مشترك يهدف إلى وضع حد لانتشار المحتويات التي تنشر أفكارًا إرهابية على مواقعها الإلكترونية. وأكد عمالقة "الويب"، في بلاغ مشترك تتوفر هسبريس على نسخة منه، أنه "لن يكون هناك مكان للمحتويات المحرضة على الإرهاب على خدمات زبنائنا"؛ حيث سيتم اتخاد إجراءات سريعة ضد هذه المحتويات مباشرة بعد التبليغ عنها. والتزمت المواقع المذكورة، من خلال البلاغ ذاته، بإنشاء قاعدة معطيات مشتركة للبصمات الرقمية، أو ما يسمى ب"هاشتاج" (hachtages)، لصور الإرهابيين وفيديوهات وصور تتضمن عمليات ارهابية تم حذفها مسبقا. وتعهدت هذه المواقع بتبادل الفيديوهات والصور الأكثر تطرفًا التي ستزيلها عن مواقعها؛ وذلك لتحديد المحتويات التي تنتهك سياسة المحتوى التي تتّبعها كلّ منها، الشيء الذي سيمكن من استعمال البصمات الرقمية للتعرف على المحتويات التي يمكن أن تتضمن عناصر محرضة على الإرهاب، وبالتالي تُقرّر إذا ما كانت هذه المحتويات تنتهك قواعدها فتمسحها، أو حتى تعطّل الحساب الذي نشرها. ويأتي هذا التحرك بعد تعرض عمالقة "الويب" لانتقادات من طرف الاتحاد الأوروبي، واتهامهم بعدم بذل جهد كاف لتطويق خطاب الكراهية على شبكة الأنترنت، ومطالبتهم بتسريع حملتهم ضد هذه الأنواع من المحتويات على مواقعهم أو مواجهة القوانين التي من شأنها إجبارهم على القيام بذلك. وقد سبق لهذه المواقع أن وقّعت، خلال شهر ماي الماضي، على "مدونة السلوك" مع الاتحاد الأوروبي لمكافحة انتشار خطاب الكراهية على الإنترنت بسرعة وكفاءة. ومع ذلك، ووفقا لتقرير بتكليف من مفوض العدل في الاتحاد الأوروبي، Vera Jourova، فإن امتثال عمالقة التكنولوجيا لم يكن مرضيا حتى الآن؛ إذ طالبت مدونة قواعد السلوك المواقع المعنية بإعادة النظر في أغلبية خطابات الكراهية التي يتم الإبلاغ عنها خلال 24 ساعة وإزالتها إذا لزم الأمر. واتفقت هذه المواقع أيضا على تعزيز الشراكة مع منظمات المجتمع المدني للإبلاغ عن المحتوى المشجع على العنف والإرهاب والمحتويات المفعمة بالكراهية. ومن المتوقّع ان يبدأ العمل بالبرنامج في عام 2017، وسيهدف إلى الحدّ من مخاوف الحكومات والسلطات في ما يخص المحتوى المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يسبّب زيادة عدد المتطرفين والإرهابيين وتجنيدهم في صفوف المنظمات الإرهابية. يشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تستعمل بشكل كبير من طرف عناصر المنظمات الارهابية للتنسيق والتواصل، وكذا استقطاب "مجاهدين" للقتال.