قضت محكمة الاستئناف الجنائية بمدينة فاس ببراءة فقيه كُتاب وإمام مسجد من تهمتي "التغرير ومحاولة اغتصاب" تلميذته القاصر، التي لا يتعدى عمرها عشر سنوات؛ وذلك بعد أربعة أشهر من الاعتقال الاحتياطي قضاها في أحد سجون العاصمة العلمية. وقال عبد الناصر القاسمي، الفقيه الذي حصل على براءته من التهم الموجهة إليه، في اتصال مع هسبريس، إن القاصر التي اتهمته "لم تلتحق بالمؤسسة إلا أسبوعا واحدا فقط، وكانت في حالة طبيعية طيلة أيام الدراسة، ولاسيما اليوم الذي ادعت فيه أنه تحرش بها، وهي تهمة كانت لها أهداف الله وحده أعلم بها". وأضاف قائلا: "لن أسامح من ظلمني في الدنيا والآخرة"، مردفا أن ما تدعيه القاصر ووالدها "مكيدة مدبرة ومؤامرة خبيثة الهدف منها النيل من سمعتي ومكانتي الاجتماعية، وبهدف غلق مؤسسة لحفظ كتاب الله وتعليمه، وهي المؤسسة التي تعرف إشعاعا كبيرا وتوافدا غير مسبوق لطلبة القرآن الكريم والعلوم الشرعية". من جهته أكد محمد القاسمي، نجل الإمام، في تصريح لهسبريس، أن التلميذة القاصر ارتبكت أمام المحكمة؛ حيث تحدثت بكلام أكبر من سنها، وتكرر كلاما، وهو ما فاجأ القاضي أثناء الجلسة العلنية، فعزل الشهود عن بعضهم البعض، ما جعل البعض منهم يتراجع، مؤكدين أن ما جاء على لسان الضحية "محض كذب وبهتان الهدف منه الإيقاع بالشيخ، وتلفيق التهمة إليه لأهداف لا علم لهم بها". وحصل الإمام المذكور على حكم البراءة بعد اقتناع المحكمة ببراءته بناء على مراحل التحقيق التي دامت أربعة أشهر. وعمت الفرحة تلاميذه ورفاقه؛ حيث استطاع الفقيه العودة إلى الكُتاب بعد انقطاع طويل، كما عاد إلى المنبر في أحد مساجد فاس حيث كان يشغل وظيفة خطيب جمعة. وكانت مصالح الشرطة بدائرة الحي الجديد بالمنطقة الأمنية ببنسودة قد اعتقلت، في الصيف الماضي، الفقيه المعني بالأمر، بتهمة محاولته اغتصاب تلميذته القاصر، بعد شكاية تقدم بها أب الضحية، تورد أن "الإمام اختلى بالضحية، وأجلسها على ركبتيه، وقام بتقبيلها على شفتيها، وشرع في تحسس صدرها". وذكر بيان ولاية أمن فاس حينذاك أن "الضحية فطنت إلى الفعل الإجرامي للإمام لمّا حاول تحسس أعضائها الحميميّة، وغادرت مسرعة إلى قسم الدروس الذي أخرجها منه إلى مكتبه الخاص، بدعوى تقديم عناية خاصة بها لتعلم الكتابة على اللوح الخشبي".