عادت "روح" محسن فكري لتخيم من جديد على شوارع مدينة الرباط؛ حيث خرج العشرات من المتظاهرين، مساء اليوم، للتنديد بمقتل بائع السمك، والمطالبة بالكشف عن الجناة الذين تسببوا في مقتله طحنا داخل شاحنة لنقل النفايات بمدينة الحسيمة. "الشعب يريد مَنْ قتل الشهيد"، "الوفاء الوفاء لدماء الشهداء"، "الجماهير انضموا انضموا..محسن ضحى بدمو"، "عاش الشعب عاش عاش..المغاربة ماشي أوباش"، بعض من الشعارات التي صدحت بها حناجر نشطاء حركة 20 فبراير، إلى جانب شعاراتهم المعهودة المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة، خلال المسيرة التي نظموها من ساحة باب الأحد في اتجاه مقر البرلمان. وطغت شعارات الحركة بشكل بارز على مطالب القصاص لمقتل فكري خلال المسيرة التي انضم إليها، لحظة الوصول إلى المؤسسة التشريعية، بعض من المتضامنين مع القاضي المعزول محمد الهيني، الذين وقفوا بدورهم للتنديد بما وصفوه "استهداف الهيني" على خلفية وقوفه أمام الفساد. عودة الاحتجاج على مقتل فكري إلى شوارع الرباط بعد حوالي أزيد من شهر على مقتله سحقا في شاحنة لجمع النفايات برره أسامة الخليفي، أحد النشطاء البارزين في حركة 20 فبراير، بالتأكيد على أن الإجراءات وردود الفعل التي اتخذتها الدولة في قضية مقتل بائع السمك مجرد "مسكنات لإطفاء غضب المواطنين الذين صدمهم مشهد مقتل الشهيد فكري". وقال الخليفي في تصريح لهسبريس: "خرجنا اليوم من أجل المطالبة بكشف الحقيقة عن مجرى ومحاسبة المسؤولين بعيدا عن أكباش الفداء، نحن نريد معرفة المسؤولين الحقيقيين"، مضيفا أن شروط التظاهر والاحتجاج لا زالت قائمة إلى غاية اليوم. وأوضح المتحدث ذاته، الذي يعد أحد أبرز وجوه الحركة، أن الملاحظ هو عودة غطرسة المخزن الذي "لا زال يشتغل بالآليات نفسها. واليوم خرجنا من أجل قول كفى من الحُكْرة والقمع المستمرين"، قبل أن يضيف بلهجة الوعيد: "النظام عنده فرصة أخيرة، إما أن نذهب إلى الإصلاح الحقيقي والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وإما ستذهب البلاد في اتجاهات أخرى". الخليفي خاطب المسؤولين بالقول: "نتمنى من المخزن والنظام السياسي أن يفهم أن استمراريته واستقرار البلاد لا يمكن أن يتحققا إلا بديمقراطية حقيقية وبتنمية حقيقية".