بمجرد علمه بفتح السلطات القضائية في إسبانيا لملف ملاحقته جنائيا، حوّل إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، الزيارة التي كانت ستقوده إلى إقليم كاتالونيا خوفا من الاعتقال والمساءلة إلى الحدود الفاصلة بين الجزائر والمملكة من أجل تفقد جاهزية واستعداد العناصر المقاتلة التابعة للتنظيم الانفصالي. ونشرت مواقع موالية للجبهة صور وتفاصيل الزيارة التي باشرها أمس رئيس الجمهورية الوهمية إلى ما تطلق عليه اسم "الناحية العسكرية الثانية"، التي يوجد مقر قيادتها بمدينة وهران، القريبة من مدينة وجدة، وفقا للتقسيم الإقليمي العسكري الذي تنهجه الجارة الشرقية الجزائر. الزيارة التي جاءت مباشرة بعد إعادة فتح ملف الملاحقة الجنائية في حق غالي، المتورط في ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، قادته إلى الوقوف على عمليات صيانة العتاد القتالي من أجل الرفع من مستوى الجاهزية الميدانية ورفع روح المقاتلين الصحراويين لمواجهة التحديات القائمة، على حد تعبير المصادر ذاتها. وحضر اسم المغرب في الزيارة الميدانية، بعد ما أوردت منابر إعلامية تابعة للجبهة تفقد أمينها العام الوحدات العاملة على تأمين ما وصفتها ب"الحدود الدولية للجمهورية الصحراوية" من مخاطر وتهديدات عصابات تهريب المخدرات المسربة من المملكة، فضلا عن تهديدات الجريمة المنظمة العابرة للحدود. وفيما اعتبرته "محاولة لرفع معنويات" القوات المرابطة على الحدود، أكد غالي، الذي تلاحقه العديد من تهم التعذيب والاغتصاب في حق ناشطات صحراويات، على دور هذه القوات في تأمين حدود الجمهورية الوهمية من تهديدات المخدرات المغربية التي تمول عصابات الجريمة المنظمة، وفق قوله. وكان إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، قد قرر إلغاء زيارته إلى إسبانيا من أجل المشاركة في ندوة دولية بسبب فتح المحكمة الوطنية الإسبانية بمدريد ملف التهم الجنائية التي ارتكبها على خلفية تحرك إحدى الجمعيات المغربية الناشطة بالجارة الإيبيرية بعد ما طالبت بإعادة فتح الملف وتقرر دخولها كطرف مدعي فيه.