هذا أسبوع بالتمام والكمال قد مضى على فاجعة مقتل الشاب محسن فكري في شاحنة لنقل الأزبال بمدينة الحسيمة، ثمانية أيام بنهارها وليلها وتعداد ساعاتها ودقائقها وثوانيها. خرج أبناء المدينة على اختلاف أعمارهم وأجناسهم ومرجعياتهم، خرج أبناء الإقليم، خرج الشعب المغربي برمته مستنكراً ما حدث، خرج المهاجرون و المهجَّرون في مختلف بقاع العالم للجهر بصوت عالٍ "كلنا محسن فكري"، خرجت المسيرات تلو المسيرات، نظمت عشرات الوقفات هنا وهناك وفي كل مكان وزمان، صدح الجميع باسم محسن فكري. فجأة صارت الحسيمة قبلة لعشرات الصحافيين، مغاربة وأجانب، كتب الجميع معلقاً على الفايسبوك، إستنكروا،شجبوا، بكوا بحرارة وألم، دبج الصحافيون مقالاتهم، وأعد الإعلاميون تقاريرهم، عشرات الوجوه إستضيفت على شاشات القنوات للتعليق على الحدث البشع وتداعياته في الشارع المغربي. بعث الملك وزير الداخلية لتقديم التعازي والضمانات بمتابعة الجناة وكل من شارك في هذه المأساة الإنسانية، خرج رئيس الحكومة داعياً شعبه الوفي من أجل الإمتناع عن الخروج في أي شكل نضالي تضامني مع شهيد الحكرة واللاعدالة، ملأ الدنيا نقاشاً حول هذه الخطوة التي لم يسبقه إليها زعيمٌ سياسي من قبل، جاء من بعده سعد الدين العثماني وصور الحدث كأنه حدث طبيعي وجد عادي،تحدث عن قتل السود في الولاياتالمتحدةالأمريكية وقارن بيننا وبينهم ليخلص أننا في هذا الوطن -كنزيدو فيه شوية-، وعلى حين غفلة خرجت سيدة برلمانية محترمة لتنعت أهل الحسيمة بالأوباش، تحدث الجميع وظهر الجميع، لكن السؤال كان دوماً مطروحاً، أين من يمثل ساكنة الإقليم؟ أين اختفوا؟ ما موقفهم؟ ما موقعهم من الإعراب؟ كيف هي تقاسيم وجوههم؟ هل هم متضامنون؟ متأثرون؟ مواكبون؟ أين هي أراضيهم؟ هل مسهم الفزع من هول ما حدث؟ لماذا لم ينزلوا للشارع للتواصل مع كل هذه الحشود التي خرجت بعفوية؟ لماذا لم يسمع لهم صوت؟ هل أصابهم الخرس، هل شلت ألسنتهم؟ أسئلة حارقة تتناسل هنا وهناك، تبحث لها عن إجابة، لماذا خرج عامل الإقليم ودخل وسط المحتجين وهو الذي لم ينتخب؟ هل فوّضوه؟ هل منحوه وكالة جماعية للحديث باسمهم؟ هل إنتهت مدة ولايتهم؟. إنه الشارع يسائلكم سيداتي سادتي فهل أنتم مجيبون؟ فهل أنتم خارجون؟ [email protected]