أعلن نشطاء مدنيون وحقوقيون بالحسيمة استمرار ما أسموه "العصيان المدني" في الإقليم، بالموازاة مع الاحتجاجات العارمة التي تعرفها المنطقة تنديدا بمقتل بائع السمك محسن فكري، ليلة الجمعة الماضية، الذي لقي حتفه طحنا وسط آلية شاحنة لجمع النفايات. وجابت مسيرة ضخمة شوارع الحسيمة، أطّرها نشطاء حقوقيون ومدنيون بعدما انطلق التحرك في شكل اعتصام نفذ عشية اليوم الأحد، على الساعة السادسة، أمام مقر المحكمة الابتدائية، طالبوا خلالها بتنفيذ العدالة في حق "من ارتكبوا الجريمة البشعة التي طالت الشهيد فكري"، وفق تعبيرهم. ولاحظت هسبريس أن عددا غفيرا من المتجمهرين، الذين حرصوا على سلمية التظاهر، جاؤوا من مناطق متفرقة نواحي الحسيمة، في وقت اختارت فيه السلطات المحلية إخلاء المدينة من أي مظاهر أمنية، مخافة استفزاز المتظاهرين والدخول في مواجهات عنيفة. وردد المحتجون عبارات "إيمازيغن.. إيمازيغن" في أكثر من مرة، مع حمل الأعلام الأمازيغية وعلم يحيل إلى "الجمهورية الريفية" بمعية صور للزعيم الريفي عبد الكريم الخطابي، إلى جانب شعارات حادة من قبيل "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"بنكيران قول لسيدك.. ريافة ماشي عبيدك". وطالب المحتجون، في كلمة ألقوها في الاعتصام الأخير وسط ساحة محمد السادس، باستمرار ما وصفوه "حالة العصيان المدني"، عبر تعطيل العمل في المرافق العمومية وإغلاق المحلات والمتاجر والمقاهي، فيما شددوا على ضرورة معاقبة المسؤول عن مقتل الراحل محسن فكري. وخصص الغاضبون حيزا هاما من هجومهم لرئيس الحكومة المعين من لدن العاهل المغربي، عبد الإله بنكيران، بوصفه تارة ب"الداعشي" والظلامي وتارة أخرى بالبهلوان، مطالبين إياه بالرحيل وتحميله مسؤولية مقتل فكري وكل ما يعانيه المغاربة من آفات ومشاكل.