طفت دينامية ملحوظة في الفترة الأخيرة على العلاقات بين المغرب والصين، خاصة بعد الزيارة الناجحة التي قام بها الملك محمد السادس قبل أشهر خلت إلى بكين، والتي توجت بتوقيع معاهدة الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وكذا مجموعة من العقود في العديد من المجالات الحيوية. وشهدت الزيارة الملكية حينها إلى بلاد التنين الصيني، حدث إلغاء التأشيرة لفائدة المواطنين صينيين الراغبين في زيارة المغرب، وهو القرار الذي بدأت ثماره الإيجابية تظهر بشكل جلي خلال بداية شهر أكتوبر الجاري، والذي يصادف العطلة الوطنية في هذا البلد الأسيوي الضخم. وفي هذا الصدد، وبتنسيق مع الأستاذ المغربي المقيم في الصين، ناصر بوشيبة، تم تنظيم مجموعة من اللقاءات بين مستثمرين صينيين وحاملي الأفكار من الشباب المغاربة، من أجل مناقشة إمكانية الحصول على تمويل صيني، وكذلك فرصة الولوج إلى سوق المليار ونصف نسمة. ومن بين هؤلاء الشباب المغاربة الذي يعدون بمد جسور التعاون الاقتصادي بين البلدين، المهندس عبد الحميد شاكري الذي التقى بالمستثمر الصيني لين شن جو (Lin Sheng Zhou) ، حيث قدم مشروعه ShoreIN.com والذي يمنح حلولا مبدعة لمحترفي الموارد البشرية في الشركات المغربية والأجنبية. وكانت لجريدة هسبريس على هامش هذا اللقاء بين مستثمرين صينيين ومقاولين مغاربة شباب، دردشة مع عبد الحميد شاكري، هذا نصها: من هو عبد الحميد شاكري؟ عبد الحميد شاكري، مهندس معلوميات.. راكمت تجربة غنية في مجال البرمجة في أمريكا، وأوروبا، وإفريقيا.. عدت إلى أرض الوطن واشتغلت في شركة دولية للاتصالات، قبل المضي في إنشاء منصة ShoreIN لتدبير الموارد البشرية. ما هي فكرة مشروعك الذي قدمته للمستثمرين الصينيين، وكيف قررت ولوج عالم المقاولة؟ ShoreIN هو اسم البوابة التي تهدف إلى خلق ديناميكية جديدة في سوق الشغل المغربي والعالمي، فالشبكة المجانية تتوخى أن تكون أداة سريعة وآمنة للوصول إلى المعلومات والأخبار حول فرص التشغيل المتاحة، حيث تمكن المستخدم من تكوين صفحة شخصية معبرة، تظهر بوضوح مؤهلاته، وتتيح له فرص التواصل مع الأصدقاء والزملاء السابقين والاقتراب من شبكات علاقاتهم. هذا الأمر يسهل العثور على فرص أفضل للعمل، كما يقدم الموقع إمكانية التواصل المباشر مع مسؤولي التوظيف في الشركات، وهو ما يجعل منه بيئة لاكتشاف ثقافة الشركات وفرص العمل المتاحة بها، وإبداء الاهتمام بمواضيع متعلقة بمجال الشركة. برأيك ماهي أهم المشاكل التي صادفتها عند بداية مسارك في المقاولة والابتكار؟ تعتبر صعوبة الحصول على الاستثمار، وتأخر أو رفض سداد المستحقات من طرف بعض الزبناء، من المشاكل الأساسية المطروحة. لكن من جهة أخرى هناك مجهودات ملموسة خصوصاً في تأطير المقاولين الشباب من طرف المكتب الشريف للفوسفات، وكذلك بعض الجمعيات، وأساتذة ورجال أعمال يحملون هم الدفع بعجلة التنمية في بلدنا. ماهو الدعم الذي تحتاجونه من الحكومة القادمة؟ عندما نرى العمل الكبير الذي تقوم به الجمعيات والأشخاص الذاتيون، يبقى غياب الدولة عن دعم المقاولات الناشئة كبيرا، ومؤثرا، وأمرا غريبا بعض الشيء. وفي رأيي المقاولات الناشئة سيكون لها دور كبير خصوصاً بعد الخطاب الملكي الأخير في البرلمان الذي وضع خارطة طريق نحو رقمنة قطاعات الدولة.