في سياق عرضه للتقرير الشامل حول الانتخابات التشريعية ليوم السابع من أكتوبر الجاري، أشاد المجلس الوطني لحقوق الإنسان بعملية تصويت الأشخاص ذوي الإعاقات. وجاء في تقرير المجلس، الذي أصدره عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات، أنه يشيد بأخذ وزارة الداخلية لتوصياته المتعلقة بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من ممارسة حق التصويت بعين الاعتبار، من خلال الدورية رقم 5702 التي عممتها على مصالحها المعنية بتاريخ 23 شتنبر 2016. وتذّكر هذه الدورية أساسا بالمادة 77 من القانون التنظيمي رقم 27.11 المتعلق بمجلس النواب. وسجل المجلس في خاناته الإيجابية ما جاء في دورية وزير الداخلية التي أهابت بولاة الجهات وعمال العمالات والأقاليم وعمالات المقاطعات توفير تسهيلات لذوي الإعاقة الحركية لولوج مكاتب التصويت، بتخصيص أماكن لذلك في الأدوار السفلية، ووضع صناديق الاقتراع في متناول الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يستعملون الكراسي المتحركة. وبحسب الوثيقة ذاتها فإن هذه التدابير تندرج في إطار إعمال مقتضيات الفصلين 11 و34 من الدستور، والمواد 2 و9 و29 من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. غير أن المجلس يطرح أن الإطار القانوني الوطني للانتخابات يظل دون مستوى تحقيق مستلزمات مبدأ "التصميم العام"، بالمفهوم المحدد في المادة 2 من الاتفاقية. ومن أجل بيان حجم هذا التفاوت ذكّر الCNDH، كمرجع أساسي في هذا المضمار، بتقرير مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان حول "العوامل التي تعوق المشاركة السياسية على قدم المساواة بين الجميع والخطوات اللازم اتخاذها للتغلب على هذه التحديات"، الذي يؤكد على ضرورة "أن تتخذ خطوات لضمان أن يراعي تصميم نظم التصويت وتشغيلها حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والأشخاص المحدودة حركتهم"، بعبارة أوضح: "تغليب الترتيبات التيسيرية المعقولة" و"التصميم العام". في المقابل، سبق لجريدة هسبريس أن زارت عددا من مكاتب التصويت في كل من الرباط وطنجة، ووقفت على حجم الضرر النفسي والجسدي الذي لحق بالأشخاص المعاقين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم باعتباره واجبا وطنيا. وعاينت هسبريس كيف أن مكاتب للتصويت بالعاصمة الرباط وقفت سدا منيعا أمام الناخبين في وضعية إعاقة، وشكلت لديهم إحساسا بالإقصاء من ممارسة حقهم في اختيار من يمثلهم داخلة قبة البرلمان. وقال أحمد موهوب، رئيس جمعية ربيع العمر لذوي الاحتياجات الخاصة، إن التصويت لدى ذوي الإعاقات ما يزال صعبا، و"لا تتوفر في المكاتب المخصصة له ولوجيات حقيقية لتسهيل التنقل دون الحاجة إلى الآخر". وأضاف المتحدث، الذي صادف تواجده بالثانوية الإعدادية أبي هريرة بالرباط للإدلاء بصوته زيارة هسبريس، أن تصويته شابه عناء مضنٍ، بسبب وجود عدد من السلالم التي تعيق تنقله إلى داخل المكتب، وحتى ولوجه إلى المعزل والصندوق، على حد تعبيره.