أكد إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن المجال السياسي لا يجب أن يتأسس على العداوة، باعتبارها مرضا فتاكا بالمجتمع كله، موردا أنه "يكن لنبيلة منيب كل الاحترام والتقدير كمواطنة وكمناضلة وكأمينة لحزب سياسي". وأورد المسؤول السياسي نفسه أن "التحالفات تبنى على نتائج غير مضمونة لأي حزب"، منبها إلى أن "البام" منفتح على كافة الأحزاب لتكوين الحكومة المقبلة، باستثناء حزب العدالة والتنمية". وتابع المتحدث ذاته، في ندوة صحافية نظمت أمس الاثنين بمدينة مراكش، بأن "حزب الجرار" هو "الوحيد الذي لم تخلق لوائحه أي مشكل أو اعتراض". واسترسل العماري: "قبلت 24 طلب استقالة من برلمانيين ورؤساء جماعات"، مؤكدا أن حزبه "يسعى إلى بناء مؤسسة منفتحة على كل الملل والنحل الدينية داخل الوطن، لذلك يضم مجلسه الوطني أعضاء من غير المسلمين"؛ ومقرا بأن هيئته "حاولت ترشيح مناضلين من الطائفة اليهودية بمدينة مراكش لمنافسة حماد القباج قبل رفض ترشيحه"، ومضيفا: "نريد مغربا متنوعا ومتعايشا". وفي السياق ذاته، شدد أمين عام "الباميين" على أن حزبه "يجب أن يكون منفتحا، يقبل انخراط المواطنين بكامل حريتهم، ويقبل في الآن نفسه قرار انسحابهم، دون أن يخلق له ذلك مشكلا"، مستدلا على قوله ب"قبول انضمام ستة برلمانيين ورئيسي جماعتين من أحزاب أخرى". وفي ما يخص إعادة فتح دور القرآن بالمدينة الحمراء مع تزامن انطلاق الحملة الانتخابية لاقتراع 07 أكتوبر، عبر المسؤول السياسي ذاته عن رفضه إغلاق أي مؤسسة تشتغل في ظل القانون، مهما يكون المستفيد منها أو من يقف وراءها، ورفضه أي ترخيص لأي عمل خارج القانون. ودافع إلياس العماري عن لائحة شباب حزبه التي تضم 99 شابة، باعتبارها "تسير نحو احترام الدستور"، مؤكدا أن ""البام" يسير بتدرج نحو مبدأ المناصفة، وإشراك المرأة في بناء المؤسسات، انسجاما مع أدبياته". وفي حالة حصول حزب الأصالة والمعاصرة على الأغلبية البرلمانية وتكوين الحكومة، وعد إلياس العماري بتكليف الكفاءات المغربية من كل جهات المغرب، مؤكدا أن برنامج حزبه هو "المنقذ للمغرب من الإفلاس"، لذا "على كل من تحمل مسؤولية الحكومة المقبلة تنفيذه، حتى لا يباع المغرب في المزاد العلني"، حسب تعبيره. الندوة شكلت مناسبة للإجابة حول العديد من الأسئلة المطروحة، من بينها ترشيح حزب الأصالة والمعاصرة لغير المسلمين، أجاب عنه الأمين العام للحزب بقوله: "نعم، حاولنا في البام ترشيح مناضل من اليهود المغاربة، وهو -للإشارة- عضو المجلس الوطني للحزب". وأضاف إلياس العماري: "مدينة مراكش كانت ستشهد على هذا الأمر، ولكن الشخص الذي وقع عليه اختيارنا اعتذر عن خوض الترشح لأسباب شخصية"، وأضاف "حزب الأصالة والمعاصرة ارتأى أن يتقدم بترشيح مناضل من اليهود المغاربة في مواجهة ترشيح عمر القباج عن الحزب الأغلبي، حتى يجدد مرة أخرى تأكيده من خلال مرجعيته وأدبياته على أن بلادنا مرسى للتسامح بين الديانات السماوية".