بحضور جميع وزراء الحزب وأعضاء المكتب السياسي، كشف حزب التجمع الوطني للأحرار، مساء الخميس، عن برنامجه الانتخابي الذي وعد بتنفيذه حال تصدره انتخابات السابع من أكتوبر المقبل، مؤكدا على لسان رئيسه صلاح الدين مزوار أن المرحلة مهمة ولها خصوصياتها. مزوار الذي استهل تقديم البرنامج الحكومي وسط قاعة فندق وسط العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، شدد على أن الحزب لم يدخل في المزايدات الانتخابية، "ولم نضمِّن برنامجنا وعودا يصعب تفعيلها، وذهبنا رأسا إلى تدابير قابلة للتفعيل وبوتيرة سريعة لكي نجيب على انتظارات المواطنين، ولذلك كنا عمليين"، وفق تعبير رئيس التجمع الوطني للأحرار. واعتبر مزوار أن المرحلة تحمل تحديات جديدة، مضيفا أن "الخمس سنوات الماضية كان فيها النقاش السياسي طاغيا وتميزت بكثير من الشخصنة ولم يكن النضج السياسي حاضرا، "ولكننا اليوم يجب أن نمر إلى الإجابة على الأسئلة الملحة للبلد وللمغاربة"، يورد رئيس التجمع الوطني للأحرار. وبخصوص الانتخابات التشريعية القادمة، أكد مزوار على أنها ستأتي برهانات مصيرية، متابعا بالقول :"المغرب تصدى منذ 2008 لصدمتين كبيرتين بتدبير حكيم وحس وطني جماعي راق، وهما الأزمة المالية والاقتصادية ل2008، وحراك الربيع الديمقراطي". رئيس التجمع الوطني للأحرار أضاف أن "المغرب يتحرك في مناخ صدمة ثالثة لا تقل خطورة، وتتمثل في محيط إقليمي يزداد اضطرابا ورهانات فاعلين إقليميين ودوليين تتعارض مع المصالح الاستراتيجية لبلادنا". وأبرز "رئيس الحمامة" أن الرهان الأول للتشريعيات القادمة هو تقوية مناعة النموذج المغربي قصد التصدي لما أسماها ب"الصدمة الثالثة"، مؤكدا على أن التجمعيين يراهنون على الوصول إلى توافق بين الحكومة والقطاع الخاص والعام والنقابات خلال 100 يوم، فضلا عن ضرورة وجود عقد اجتماعي يسمح بتدبير المرحلة بتوافق بين الجميع، يقول رئيس التجمع الوطني للأحرار. "تثبيت مكتسبات دستور 2011 على الصعيد المؤسساتي وذلك بخلق تكامل وتعاون أكبر بين السلط، وتوفير الدعم المادي والتأطير التقني والمسطري لتسريع بناء الجهوية، مع العمل على ضمان التوافق والانسجام المجتمعي في قضايا الشأن العام عبر الانفتاح على الفاعلين الجمعويين والمعارضة المؤسساتية وإشراكهم في بلورة القرارات الهامة"، من أهم النقاط السياسية التي وعد مزوار بالعمل عليها في حالة تصدر انتخابات السابع من أكتوبر. وزاد قائلا "سنعمل على صياغة ميثاق اجتماعي في مجالات الشغل والانتاج، وربط المواطن بالقضايا المصيرية للبلد ومواصلة سياسة التفاعلّ" حسب تعبير رئيس التجمع الوطني للأحرار. اقتصاديا، اعتبر مزوار أن حزب التجمع سيركز على الرفع من مستوى الاستثمار الوطني وتخصيص 60 مليار درهم للاستثمار من الميزانية العامة مع مراعاة التوزيع الجهوي، وتسريع المنحى القائم لتنويع الشركاء الأجانب، وتسريع تنفيذ الاستراتيجيات القطاعية. وختم مزوار حديثه بالتأكيد على أن الحزب يراهن على 5 أوراش ذات أولوية وهي التعليم، حيث يسعى التجمع إلى إصلاح جذري لمنظومة التربية والتكوين وإعادة الاعتبار للمدرسة المغربية، بينما وعد في قطاع الصحة بالرفع من مستوى الخدمات الصحية والولوج إلى العلاج. وبخصوص التشغيل أكد المتحدث أن "الحزب ينكب على نموذج للنمو يتوخى الادماج وخلق فرص الشغل، كما سيعمل على استثمار الطاقات الشابة في دعم المسيرة التنموية ورفع التحديات المستقبلية، وأخيرا تعزيز التضامن مع المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة وسكان مناطق العالم القروي". ولم يفوت رئيس التجمع الوطني للأحرار المناسبة دون التأكيد على ضرورة أن يكون عمل المؤسسات متكاملا بعيدا عن الصدام، وقال في هذا الصدد "على كل مؤسسة أن تقوم بعملها في احترام تام للدستور وليس بالتحدي والمجازفة والمزايدة في إطار خطاب سياسي يثير الجدل ولا يجيب على المطالب الحقيقية للمغرب والمغاربة". وفي تقديمه للبرنامج الاقتصادي للحزب، أكد محمد بوسعيد عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن "الإرادة قوية للعمل على الرفع من مستوى معيش المغاربة"، مشددا على "أن الحزب يطمح إلى نمو اقتصادي بين 5.4 في المائة و5.5 في المائة، ومعدل النمو غير الفلاحي أكثر من 4 في المائة واستقرار عجز الميزانية بين 2 و3 في المائة، والتضخم أقل من 2 في المائة، وديون الخزينة العامة أقل من 60 في المائة قبل سنة 2021". وأكد بوسعيد أن الحزب يطمح إلى الحفاظ على نفقات الاستثمارات في الميزانية في حدود 60 مليار درهم سنويا، والرفع من مساهمة الصناعة إلى 23 في المائة في أفق سنة 2021، مع زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 5 في المائة سنويا، وتقليص مدة الأداء إلى 60 يوما، والوصول بمعدل البطالة إلى أقل من 8 في المائة في أفق 2021. من جهته اعتبر عضو المكتب السياسي أنيس بيرو، أن محور برنامج الحزب هو المدرسة، مؤكدا على أن التربية والتكوين مفتاحان لكل تنمية وتقدم. وأضاف بيرو "لا يمكن أن نحقق شيئا دون نظام تربوي ناجع، ولا يمكن أن نكون بلدا قويا دون تعليم يرتكز على الإنصاف والجودة"، مضيفا أن "الحزب يتقاسم رؤية المجلس الأعلى للتعليم من 2016 إلى 2030"، التي اعتبرها مدة كافية لتوطيد المكتسبات وإحداث القطائع وابتكار حلول جديدة. بدورها كشفت مباركة بوعيدة عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن الحزب سيعمل على تحرير الشبكات الاجتماعية من "سكايب" و"واتساب" وغيرها، مع السعي إلى تمكين الشباب من مساعدة للبحث عن أول وظيفة وتشجيع المبادرات الحرة للشباب. أما نوال المتوكل عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، فقد انتقدت خيبة أمل الرياضة المغربية في "أولمبياد ريو"، داعية إلى العمل على تجاوز الانتكاسات على مستوى النتائج، وذلك بخلق مندوبية سامية للرياضة.