قال عبد المجيد فنيش، الفنان المسرحي والباحث في مجال الفنون التراثية، إن تأكيد وزير الثقافة الجزائري تقدّم بلاده بطلب رسمي لتصنيف موسيقى "الرّاي" كموروث غنائي شعبي جزائري لدى منظمة " اليونيسكو"، بالإضافة إلى أكلة " الكسكس"، " تصرفات متأصلة وليست وليدة اليوم". وأبرز فنيش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه الحملة التي تسعى إليها الحكومة الجزائرية وتخص تصنيف فن " الرّاي" وأكلة "الكسكس" ضمن الموروثات الإنسانية الجزائرية حملة قديمة، سعى خلالها عدد من المثقفين الجزائريين إلى إصدار كتب بتكاليف مالية باهظة تنسب فن الملحون المغربي إلى الجزائر؛ من بينها كتاب "أئمة الشعبي والحوزي الجزائري". وأوضح الفنان المغربي أن الكتاب تطرق لمن أسماهم "أئمة الشعبي" والمقصود ب"الشعبي" فن الملحون المغربي، وساق أسماء مغربية بحتة من قبيل عبد القادر العلمي والعربي المكناسي ومحمد بن علي ولد أرزين صاحب قصيدة "الشمعة" الشهيرة المُؤداة من لدن الفنان الحسين التولالي، على كونهم فنانين جزائريين، والواقع أنهم فنانون مغاربة. وأفاد المتحدث لجريدة هسبريس بأن عددا من عقلاء الجزائر، من الفنانين والمثقفين، صححوا هذه المغالطات وأوضحوا بين ما هو مغربي محض وبين ما هو جزائري، مشيرا إلى أنه قد يكون للجزائريين أثر علاقة بلحن فن الملحون؛ إلا أن الكلام والقصائد مغربية حَقة. مستطردا بالقول "للجزائريين شعراء مختصون في الملحون؛ لكنهم لم يصلوا بتاتا إلى إبداع الشعراء المغاربة". أما بخصوص وجبة "الكسكس"، استغرب والباحث في مجال الفنون التراثية من رغبة الجزائريين إضفاء الصبغة الجزائرية المَحضَة عليه، موضحا أن أصل التسمية أمازيغي أصله " أَكْسْكس" وأصلها فينيقي، لافتا إلى أن النصيب الأكبر من الأمازيغ في شمال إفريقيا يوجد في المغرب، فيما توجد نسبة قليلة جدا من الأمازيغ في الجزائر وهي المستقرة في منطقة القبايل. ولفت الفنان المسرحي والباحث في مجال الفنون التراثية إلى أن الجزائريين مبدعون ومثقفون؛ إلا أن "الماكينة الإعلامية" الجزائرية تروج لما هو سطحي رغبة منها في التأثير على أحاسيس المغاربة، موقنا بأن "في الجزائر إعلاميين ومثقفين عقلاء يعترفون بفضل الثقافة المغربية على ثقافة شمال إفريقيا، وينصفون المغرب في غناه الثقافي وتنوعه ويرُدُّون الأمور إلى نصابها".