رسم "المكتب النقابي الموحد للجامعة الوطنية للصحة-فرع الرباط" صورة قاتمة للوضع الداخلي للمركز الاستشفائي ابن سينا، واصفا إياه ب"الكارثي" بمختلف المستشفيات التابعة للمركز التي تشهد "استمرارا لتراكم الاختلال على كافة المستويات، في صمت غير مفهوم وبغياب غير مبرر لاتخاذ تدابير حول ما يتم رصده"، بحسب المكتب. بلاغ صادر عن الجهة نفسها، تتوفر عليه هسبريس، عدد الاختلالات التي يعرفها المركز الاستشفائي المذكور، من بينها "الاكتظاظ المفرط بجل المصالح، والمواعيد بعيدة المدى لأجل التطبيب والاستشفاء والجراحة"، و"ضعف برامج الصيانة مع ما يترتب عن ذلك من أعطاب متكررة لمجموعة من الأجهزة البيوطبية، خاصة جهاز السكانير"، إضافة إلى "عدم تمكين مجموعة كبيرة من المرضى المعوزين من بعض الأدوية، خصوصا المصابون بالأمراض المكلفة ماديا كأمراض السرطان وغيره"، زد على ذلك "رداءة الوجبات الغذائية للموظفين والمرضى، وانتشار ظواهر غير صحية من تجول للقطط وكثرة الحشرات". الجهة نفسها طالبت بإحداث لجنة وزارية وبرلمانية لتقصي الحقائق، ووضع حد للاختلالات المذكورة، ومحاسبة المتورطين، داعية، في الآن ذاته، العاملين بالمركز إلى "اليقظة والتعبئة والاستعداد لخوض محطات نضالية سوف يعلن عنها في حالة استمرار التجاوزات والخروقات التي سبق رصدها"، بحسب البلاغ. عبد القادر الروكاني، مدير المركز الاستشفائي ابن سينا، عبّر عن استغرابه لما تضمنه البلاغ، والتوقيت الذي تم نشره فيه، ملمحا إلى أن "جهات معينة تقف وراء الموضوع"، وفق تعبيره. الروكاني، وخلال تصريحه لهسبريس، نفى أن يكون قد توصل بالبلاغ، "لكن أوكد لك أن ما تضمنه من نقط ليس مضبوطا ويفتقد للمصداقية"، موضحا أن الأجهزة التي قيل إنها تتعرض للعطب يعد شيئا عاديا، "البشر يتعرض للعطب، فما بالك بالآلات، لكن هذا لا ينفي أن هناك من يقوم بمراقبة دورية للأجهزة بشكل متواصل، والدليل أن المستشفى دائما ما يجري عمليات، وقسم المستعجلات يستقبل المصابين بشكل متواصل"، مضيفا أن المركز يعرف إقبالا كبيرا ليس فقط من طرف ساكنة الرباط وسلا، بل من معظم جهات المغرب، "ونحن ضحايا سمعتنا الجيدة"، على حد تعبيره. مدير المركز الاستشفائي أبرز أن التغذية والنظافة أمور أسندت لشركات خاصة ويتم متابعتها بشكل مستمر، لكن "المشكل هو أن بعض العاملين في المركز بالخصوص يريدون وجبات كتلك التي توجد في منازلهم كمّاً وكيفاً، وهذا شيء غير مقبول". المتحدث نفسه عبر عن دعمه لمثل هذه البلاغات التي تحاول الدفاع عن المرضى والعاملين قصد تحسين الخدمات بالمركز، "لكن إذا أرادت أن تنقل الوقائع فلتنقلها بصدق ودون تلفيق أو كذب". * صحافي متدرّب