أثار منع دخول جميع منتجات اللحوم والمواشي الحية القادمة من المغرب إلى إسبانيا، بما في ذلك ثغري سبتة ومليلية السليبين، جدلا واسعا في مختلف الأوساط السياسية والحقوقية والدينية بالجارة الشمالية. وهو القرار الذي اتخذته وزارة الفلاحة والتغذية والوسط البيئي بمدريد ل "تفادي إلحاق الأذى بصحة المواطنين، وكذا الإصابة بفيروس الحمى القلاعية الذي أصاب حيوانات المملكة، من الأبقار والماعز والأغنام". وطالب محمد إدريس عمار، رئيس اللجنة الإسلامية لمدينة مليلية، في رسالة موجهة إلى مندوب الحكومة المحلية للثغر، عبد المالك البركاني، بإلزامية السماح بدخول الأغنام المغربية إلى التراب الأيبيري، مؤكدا أن "السلطات المغربية أعلنت سيطرتها على مرض الحمى القلاعية منذ السابع من يناير الماضي، عبر اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية، وفق ما أوضحته تقارير أسبوعية أعدت لهذا الغرض". وأضاف عمار، في تصريحات نقلتها صحيفة "إلفارو ديخيتال" الإسبانية، أن "خطر الإصابة بهذا المرض يبقى ضئيلا، كما أنه يتوجب على مسؤولي الحكومة المحلية لمليلية الأخذ بعين الاعتبار وضعية المسلمين بالمدينة، لاسيما أنهم ألفوا استيراد ماشية عيد الأضحى من المغرب"، مشددا على "ضرورة السماح باستيراد منتجات اللحوم والمواشي المغربية استعدادا لاحتفالات عيد الأضحى في شهر شتنبر القادم". من جهتها دعت الجمعية الإسلامية للمتطوعين للعمل الاجتماعي بسبتة، المعروفة اختصارا ب "VIAS"، على لسان رئيسها، خوان مولينا بينيافييل، المسلمين إلى الخروج في مظاهرات نهاية الشهر الجاري للاحتجاج على الحظر المفروض على دخول الأغنام المغربية عبر المعبر الحدودي "ترخال"، كما أبدت معارضتها الشديدة لهذا الإجراء الذي فرضته سلطات الثغر على بعد أسابيع من عيد الأضحى. وتابع خوان مولينا، خلال مؤتمر صحافي عقد لتدارس الإشكالية، أن هناك غياب إرادة سياسية لحل المشكلة؛ إذ لم يتم البحث عن بدائل منذ حظر دخول المواشي المغربية، علما أن المسلمين المقيمين بالمدينتين الرازحتين تحت السيادة الإسبانية "لا يريدون شراء المنتجات اللحومية القادمة من المملكة الأيبيرية، ما يعني أن سلطات الثغرين ستجبر المغاربة على قضاء مناسبة العيد خارج التراب الإسباني". وفي تعليقة على مخاوف سلطات ثغر سبتة من انتقال الفيروس، أوضح المتحدث أن المعلومات الورادة على لسان مسؤولي الحكومة المحلية غير صحيحة؛ حيث إن فيروس الحمى القلاعية يصيب فقط الحيوانات وليس الأشخاص، وتساءل ما إذا "كانت القوات الأمنية المرابطة بالمعبرين الحدودين تقوم بإجراءات وقائية، وعمليات تفتيش يومية لأغراض الركاب الراغبين في دخول المدينتين"، على حد قوله. من جهتها أكدت وزيرة الصحة العامة بالحكومة المحلية لمدينة مليلية، باث بلاثكيث، أنه "لن يسمح بدخول المنتجات اللحمية والمواشي الحية إلى الثغر حتى شهر يناير سنة 2018، وهو التاريخ الذي سيتم فيه إعلان المغرب بلدا خاليا من مرض الحمى القلاعية القاتل"، كما وجهت بالمناسبة انتقادات لاذعة لحزب التحالف من أجل مليلية، متهمة إياه ب "انتهاك القانون"، لإبداء تعاطفه مع المسلمين.