كشفت مصادر إعلامية إسبانية أن مدريد كانت وراء تراجع الولاياتالمتحدةالأمريكية عن إنشاء قاعدة عسكرية ل"المارينز" بالمغرب، بعد أن كانت تخطط لذلك. وحسب المصادر ذاتها، فإن وزير الشؤون الخارجية في مدريد، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، قال لنظيرته الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، بخصوص مشروع إنشاء بنية عسكرية أمريكية أو ما يعرف ب"المارينز" في المغرب، إنها من الأفضل أن تتم في إسبانيا، مرجعا ذلك إلى عدة أسباب. وأفاد موقع "ABC" الإسباني بأن محادثة دارت بين خوسيه مانويل غارسيا مارغايو وهيلاري كلينتون قبل عام 2012، حول هذا الموضوع، ودافع الأول عن مشروع لإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية دائمة في إسبانيا، تتمثل في تركيب وحدة تتشكل من ألف من مشاة البحرية في قاعدة "مورون دي لا فرونتيرا"، الواقعة في محافظة اشبيلية في الأندلس. وقال وزير الشؤون الخارجية الإسباني لنظيرته الأمريكية إن بلاده "توفر فرصا أفضل لقوات المارينز من خلال تمكينها من سرعة الانتشار على امتداد التراب الإسباني، وهذا ما يؤهلها لكي تكون بديلا للمغرب". ويبدو من خلال هذه التسريبات التي أوردتها الصحافة الإسبانية أن مدريد أصبحت ترى المغرب ب"عين المنافس" لها، وحتى وإن تعلق الأمر بما هو عسكري، وليس فقط ما هو اقتصادي، من ناحية جذب الاستثمارات، في مقابل أن واشنطن تسعى أن يكون لها موطأ قدم في منطقة حوض المتوسط. ويرى نبيل دريوش، الباحث المغربي وصاحب كتاب "الجوار الحذر"، الذي يرصد العلاقات المغربية الإسبانية، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى إلى خلق جسر يربطها بالشرق الأوسط، وهو ما جعلها تتخذ من إسبانيا موقعا إستراتيجيا لإنشاء قواعد عسكرية، لعل أشهرها القاعدة العسكرية التي توجد بإقليم "قاديس" الإسباني. وإلى جانب ذلك، يضيف درويش، في تصريح لهسبريس، يعد مضيق جبل طارق من أكثر الممرات الحيوية للسفن التجارية والصناعية، إذ يختصر ما يناهز شهرا من الملاحة التجارية مقارنة مع قناة السويس، ومن هنا يمكن الاستنتاج أن مشروع إنشاء قاعدة عسكرية للمارينز في المغرب قد يشكل منافسة لإسبانيا في هذا المجال. *صحافية متدربة