تُعتبر الصين من الدول القلائل في العالم التي تمكنت من حجب وحظر المواقع الإباحية منذ سنة 2008، من خلال ما يسمى "الجيش الأزرق"؛ وهو جيش إلكتروني افتراضي للسيطرة على الشبكة العنكبوتية، وحمايتها من المخترقين. في سنة 2009 أطلقت الحكومة الصينية برنامجا جديدا للحجب أُعطيَ اسم "السد الأخضر حارس الشبان"، يقوم على ربط الحواسب بالمواقع المحظورة من خلال قاعدة بيانات للحكومة الصينية، ويتم الحجب الفوري لأي موقع داخل قاعدة البيانات. كما وصل عدد المواقع المحجوبة إلى أكثر من 100 ألف موقع إباحي حسب مصادر صحافية صينية. إضافة إلى ذلك حذرت سلطات بكين مواقع التواصل الاجتماعي الصينية من استخدام "التلميحات" الإباحية والجنسية، في محاولة لتنقية الألفاظ التي يتداولها المستخدمون على تلك المواقع. الأسباب والكيف.. وهل يمكن تجاوز الحجب تَعتبر دولة الصين نفسها مسؤولة أخلاقياً عن حماية مواطنيها، والمحافظة على النظام القيمي للمجتمع الصيني، إذ تعتبر أن المواقع الإباحية منافية للأخلاق والآداب العامة، وأن هدف المنع هو بناء بيئة نقية لشبكة عنكبوتية خضراء وصحية ومنسجمة؛ لهذا بَنَت مشروعا رقابيا واسعا معروفا باسم "غريت فايروول"، أو "جدار نار الصين العظيم"، صمم خصيصا من أجل حجب المواقع غير المرغوب فيها، ويعد أحد أكبر المشاريع التقنية لمراقبة الإنترنت تقدماً في العالم . تم تشييد سور الصين العظيم، الذي امتد لآلاف السنين، ولعشرات الآلاف من الكيلومترات، لحماية الإمبراطورية من الهجمات المتعاقبة لقبائل الشمال، واليوم يتم بناء جدار إلكتروني متين لحماية الصينيين من الهجمات الجديدة. ورغم أن هذا المشروع الإلكتروني يعد الأضخم في العالم، إلا أنه ليس كاملاً..من المستحيل حقيقة حجب محتوى الإنترنت والسيطرة عليه بشكل مطلق، إذ يمكن التغلب على المنع بطرق كثيرة عن طريق الشبكات الافتراضية الخاصة، أو استخدام برامج البروكسي لتغيير عنوان الأيبي IP. مواقع أخرى محظورة في الصين إضافة إلى حجب المواقع الإباحية، تحجب الصين كذلك مواقع عالمية مشهورة كثيرة، على غرار "فيسبوك" و"يوتوب" و"تويتر" و"غوغل"؛ حرصا منها على عدم ترك معلومات مواطنيها الشخصية بين أياد خارجية، قد تعمل في يوم من الأيام على استغلالها، ما يعد من المقومات الهامة للحفاظ على الأمن القومي؛ مكتفية بمواقع محلية بديلة وجديدة، تخضعها لمراقبة صريحة، معتمدة في ذلك على عدد هائل من المستخدمين، بلغ 650 مليونا سنة 2015، استطاعوا إدخال هذه المواقع والتطبيقات في منافسة حادة مع نظيراتها التي تقدمها الشركات الغربية.