مع اقتراب مرحلة الذروة في عبور مغاربة العالم من أوروبا نحو المغرب، عبر مضيق جبل طارق، اختارت الشركة البحرية المغربية "FRS MAROC" أن تقوم بمحاكاة عملية إجلاء ركاب عبَّارة تتعرض للغرق؛ وذلك بالتنسيق مع القوات المسلحة الملكية، التي جندت عددا من قطعها العسكرية للمشاركة في المناورة، واختبار مدى جاهزية جميع الأجهزة المتدخلة في عملية استقبال المهاجرين للتعامل مع الأحداث الطارئة. وقامت الشركة، بتنسيق مع سلطات الإنقاذ الإسبانية والمغربية، بإطلاق تمرين يقوم على إطلاق عبَّارة لنداء يفيد بأنها باتت خارج التحكم، وبأنها تتعرض للغرق، لتنطلق بعد ذلك علميات الإنقاذ، سواء داخل السفينة أو خارجها. وانطلق التمرين وسط مضيق جبل طارق، على مستوى الخط الرابط بين مينائي "طنجةالمدينة" و"طريفة"، على متن العبّارة Algesiras Jet، التي لها قدرة على حمل حوالي 400 شخص كلّ رحلة. وقام قائد المركبة البحرية بإعطاء أوامر للركاب بارتداء سترات النجاة والتوجه إلى مناطق إخراجهم، كما تم إطلاق مركبة لإبعاد القوارب المطاطية للعبّارة عن مكان غرقها. ومباشرة بعد هذه الخطوات، لحقت فرقاطة تابعة للبحرية الملكية بالسفينة، وقامت بمراقبة عملية إخراج الركاب منها، كما تم استقدام مروحيَّتين؛ الأولى تابعة للقوات الجوية الملكية والأخرى تابعة لميناء طنجة المتوسطي، بغرض إنقاذ الحالات الطارئة ونقلها لتلقّي العلاج. التمرين تم بتنسيق مع السلطات الإسبانية، على اعتبار أن عملية استقبال مغاربة العالم، خصوصا خلال فصل الصيف، تتم بالتعاون بين الطرفين، وتحديدا أثناء عملية "مرحبا" التي باتت انطلاقتها على بعد أيام من الآن. واستغرق التمرين حوالي الساعة، وهي المدة الضرورية لإخراج الركاب من العبَّارة، ونقلهم إلى المراكب المطاطية، وإبعادهم عن مكان غرق المركبة ضمانا لسلامتهم. وشاركت في المُحاكَاة عدد من المؤسسات المغربية؛ وهي قسم الصيد البحري والقوات البحرية الملكية والقوات الجوية الملكية المغربية، والدرك الملكي والوقاية المدنية،وميناء طنجة المتوسطي. وعن الجانب الإسباني تواجدت كل من SASEMAR والحرس المدني، وكلها أجهزة أكدت نجاح العملية، وأنها تمت وفق المعايير الدولية لإجلاء الركاب. وتعليقا على هذه المناورة قال خافيير ألفايرز بصفته مدير عمليات FRS: "تُبيّنُ النتيجة المُرضية لهذه التجارب أن شركة FRS تنجح دوما في اختبارات السلامة التي تخضع لها بشكل دوري، للحفاظ على درجة عالية من الكفاءة"، مواصلا في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية: "هذه العمليات تأتي لمواجهة أسوأ السيناريوهات، وتبين جاهزيتنا واستعدادنا الكامل". وشدد المسؤول ذاته على أهمية التنسيق بين الأجهزة الإسبانية والمغربية في ما يتعلق بعملية العبور، خصوصا خلال فصل الصيف الذي يعرف إقبالا كبيرا، مردفا بأنه جد راض عن التعاون الذي يجده من السلطات المغربية لإنجاح دينامية النقل البحري لمغاربة العالم.