شكل موضوع حادث تحطم الطائرة المصرية الذي خلف مصرع 66 شخصا ، والتساؤلات حول ما إذا كان الامر يتعلق بعمل إرهابي أم عطل تقني ، أهم ما استأثر باهتمام الصحف الصادرة اليوم الجمعة ببلدان أوروبا . ففي بلجيكا ، ركزت الصحف على موضوع حادث تحطم الطائرة المصرية حيث كتبت صحيفة "لوسوار" ، أن '' فرنسا ومصر، يعتبران هدفان مثاليان " للعمليات الارهابية مشيرة الى ان '' البلدين مستهدفان من قبل الجهاديين ، وهما كما نعلم ، في قلب الأوهام المدمرة لتنظيم داعش" . وقالت الصحيفة '' إنه بالتأكيد، نحن بحاجة إلى النفط وسوق لتصدير منتجاتنا، بما في ذلك أسلحتنا، ولكن مصالحنا على المدى الطويل تتقاطع مع مصالح الشعوب العربية" لهذا يتعين علينا مساعدة البلدان العربية. من جانبها ، أشارت صحيفة "لا ليبر بلجيك" الى تأثير الحادث على مصر، معتبرة أن '' السياحة المصرية ، التي هي في حالة سيئة، تلقت ضربة موجعة أخرى . وأضافت أن '' الرحلات إلى مصر انخفضت منذ الهجوم على الطائرة الروسية في نونبر عام 2015، وأن السياحة في مصر تراجعت بنحو 45 في المائة في الربع الاول من سنة 2016 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2015 ''. وفي إسبانيا، شكل أيضا حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية المصرية، التي كانت تربط بين باريس والقاهرة وعلى متنها 66 شخصا، أبرز اهتمامات الصحف . وكتبت (إلموندو) أن الطائرة اختفت من على شاشات الرادار فجر أمس الخميس فوق البحر الابيض المتوسط بعد فترة وجيزة من مغادرتها المجال الجوي اليوناني، مشيرة إلى تصريحات الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الذي قال إنه لا يستبعد أي فرضية، إذ يمكن أن يكون حادثا أو عملا إرهابيا. من جهتها ذكرت صحيفة (لا راثون) أنه بحسب الوزير الأول المصري، فإن فرضية وقوع هجوم إرهابي تبقى الارجح أكثر من السبب التقني، مشيرة إلى تناقض المعلومات المتداولة حول اكتشاف محتمل لحطام الطائرة قبالة جزيرة كارباثوس اليونانية. أما بالنسبة لصحيفة (أ بي سي)، فأوردت أنه فيما نفت السلطات اليونانية اكتشاف حطام الطائرة المفقودة، أكدت شركة الطيران المصرية أنه تم تحديد مكان بقايا هذه الطائرة، مشيرة إلى أن الجيش المصري لم يتلق أي رسالة استغاثة قبيل وقوع هذه المأساة الجوية الجديدة. وفي سياق متصل، لاحظت صحيفة (إلباييس) أن هذا الحادث، في حال ما تأكد أنه نتيجة عمل إرهابي، فإنه سينضاف إلى عشرات الهجمات التي استهدفت مصر في الآونة الأخيرة، معتبرة أن قطاع السياحة تضرر بشكل كبير من الوضع الأمني في هذا البلد. وفي فرنسا خصصت الصحف صفحاتها الاولى أيضا للتعليق على حادث تحطم الطائرة المصرية ليلة الاربعاء الخميس، والتي كانت تؤمن رحلة بين باريس والقاهرة. وكتبت صحيفة (لوفيغارو) ان القضية التي شغلت بال فرنسا فجر الخميس ومصر تتمثل في معرفة اذا ما كان الامر يتعلق بحادث او اعتداء بعد اختفاء الطائرة فوق البحر الابيض المتوسط، مشيرة الى ان الامر محير للغاية خاصة بعد ستة اشهر من اعتداءات باريس الدامية التي اودت بحياة 130 شخصا، وبعد سبعة اشهر من الحادث الارهابي الذي استهدف طائرة ميترو جيت عند اقلاعها من شرم الشيخ. واضافت الصحيفة انه اذا اظهر التحقيق ان الامر يتعلق بعملية ارهابية،فان السلطات العمومية الفرنسية لا تستطيع القول انها لم تحذر بشأنها ، خاصة وان مدير الاستخبارات الداخلية الفرنسية كان قد حذر من ان فرنسا تعتبر اليوم البلد الاكثر عرضة للتهديد. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) ان الاسئلة تناسلت منذ اختفاء الطائرة من شاشات الردار على الساعة الثانية و29 دقيقة من صباح الخميس، بشأن ما اذا كان الامر يتعلق بحادث ام باعتداء، واذا كان الحادث مدبر فلماذا ومن نفذه ، مبرزة ان وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي اشار في تصريح الى احتمال وقوع هجوم ارهابي على الطائرة. واضافت الصحيفة انه اذا تأكدت صحة هذه التصريحات فانها تترك الباب مفتوحا على فرضيتين تتمثل اولاهما في وضع قنبلة في الطائرة قبل اقلاعها من مطار رواسي شارل دوغول، او انها استهدفت بصاروخ من السواحل الافريقية. من جانبها ذكرت صحيفة (لوموند) ان عطلا تقنيا قد يكون من اسباب سقوط الطائرة ، مبرزة ان طائرة ايرباص (أ 320 ) المخصصة للرحلات المتوسطة تم تسليمها سنة 2003 ،فضلا عن كون ربان الطائرة يتوفر على خبرة من خلال 6257 ساعة طيران. وفي سويسرا ، تطرقت الصحف بدورها الى مأساة الطائرة المصرية حيث كتبت صحيفة " لا تريبون دو جنيف" أن هذا الاختفاء الغامض يأتي في ظروف صعبة تمر منها مصر، وبعد أكثر من ستة أشهر على انفجار قنبلة على متن طائرة ايرباص كانت تقل سياحا روس بعد اقلاعها بقليل من مطار شرم الشيخ . وأضافت الصحيفة أن "ما يمكننا أن نقوله في هذه المرحلة إذا افترضنا أن الامر يتعلق باعتداء هو أن كلا من فرنسا ومصر هما بلدان معرضان لعمليات إرهابية بعد تهديدات الجماعات الجهادية" . من جهتها ، أعربت صحيفة " 24 أور" عن اعتقادها أنه يلزم المحققين وقتا طويلا لمعرفة ما حدث على متن الطائرة المصرية، وبالتالي فإن ظلالا كثيرة تخيم حول هذه المأساة. وأوضحت الصحيفة أن المحققين سيسعون الى معرفة ما إذا كان هناك عطب في أحد أجزاء الطائرة في حالة وقوع حادث ، أو إذا كانت هناك آثار لمتفجرات على أجزاء الطائرة وهو ما يدعم أطروحة العمل الإرهابي. وفي هولندا ، ركزت الصحف كذلك على موضوع حادث تحطم طائرة شركة مصر للطيران ، حيث كتبت صحيفة "دي فولكس كرانت" تحت عنوان " الغموض يلف عملية اكتشاف حطام طائرة مصر للطيران" أن تصريحات متناقضة أدلت بها كل من السلطات المصرية واليونانية بشأن اكتشاف حطام الطائرة التي اختفت في البحر الأبيض المتوسط في المجال الجوي المصري. وفيما أكد المصريون ، تضيف الصحيفة ، أن الحطام يعود للطائرة التابعة لشركة لمصر للطيران، فإن اليونانيين يعتقدون أن الحطام الذي عثر عليها لحد الآن في منطقة قريبة من موقع الحادث ليس جزءا من طائرة. وأشارت الصحيفة الى ان سبب الحادث لا يزال مجهولا وأن فرضية وقوع هجوم إرهابي غير مستبعدة. اما صحيفة " إن إر سي" فنقلت تصريحات وزير مصري مفادها بأن أطروحة الاعتداء تعد الأرجح من سيناريو العطل التقني ، مضيفة أن الحكومة المصرية حذرت من أي "استنتاجات متسرعة" ، بينما تلتزم السلطات الفرنسية بموقف لا يستبعد أي فرضية. وذكرت الصحيفة بأن فرنسا ومصر يواجهان للمرة الثانية خلال سنة حوادث درامية تتعلق بالطيران ، وهما حادث سقوط طائرة في جبال الالب التي أدت الى مقتل 150 شخصا في مارس 2015 ، وحادث تحطم الطائرة الروسية عند إقلاعها من مطار شرم الشيخ في شهر أكتوبر من نفس السنة ، والذي أدى الى مقتل 224 سائحا . وفي البرتغال، هيمن كذلك موضوع تحطم الطائرة المصرية على الصحف المحلية ، حيث كتبت صحيفة "دياريو دي نوتيسياس" أن عدة سيناريوهات يمكن أن تفسر تحطم الطائرة ، لكن الخبراء يعتقدون أن هجوما إرهابيا هو المرجح ، مذكرة في هذا الصدد بأن فرنسا ومصر تعرضا في الآونة الى اعتداءات المتطرفين الإسلاميين. ويعتبر الخبراء أنه من غير المرجح أن تكون الطائرة سقطت على الأرض، كما كان الأمر بالنسبة للطائرة الماليزية التي تحطمت في أوكرانيا في يوليوز عام 2014، أو سقطت في البحر، كما هو الحال لطائرة الخطوط الجوية الإيرانية التي اسقطتها البحرية الامريكية عن طريق الخطأ في يوليوز 1988. من جانبها ذكرت صحيفة "بوبليكو"، أنه من السابق لأوانه التعليق على الأسباب الحقيقية وراء تحطم الطائرة الذي خلف مقتل مع 66 شخصا كانوا على متنها، ومنهم مواطن برتغالي. واضافت الصحيفة أن معرفة ما حدث خلال الدقائق الأخيرة من الرحلة سوف يستغرق بعض الوقت ، مضيفة أنه قبل وقت قصير من الحادث ، تحدث الطيار للمراقبين الجويين في اليونان بطريقة تبين أنه كان في حالة معنوية جيدة.