دموعٌ مخلوطةٌ بمصير لا يزال مجهولاً، بشأن 66 مفقودًا على متن طائرة "مصر للطيران"، التي سبق الإعلان عن اختفائها فجر اليوم، والعثور بعد ساعات من ذلك على حطامها المحتمل بالبحر الأبيض المتوسط. وكانت وزارة الطيران المدني المصرية، و"مصر للطيران"، قد أعلنتا في بيانين منفصلين صباح اليوم، فقدان الطائرة فوق البحر المتوسط، أثناء قيامها برحلة من العاصمة الفرنسية باريس إلى القاهرة. وعقب تناقل أنباء الحادث، هرعت أسر ركاب الطائرة، نحو مطار القاهرة، بحثًا عن معلومة حول ذويهم، لتمتلئ على الفور أرجاء المكان، بصرخات نساء، وحالات الإغماء، وآهات آباء ارتسمت على وجوههم علامات الحزن. وبحسب مراسل الأناضول، سقط عدد من الأهالي، فاقدين الوعي فور وصولهم المطار، وسط غياب واضح، وتخبط في المعلومات تزداد معه آلام الأسر ولوعتهم؛ لعجزهم عن التوصل لأية معلومات عن مصير أبنائهم المفقودين. دموعٌ يخالطها حبس أنفاس، ورفض الإدلاء بأي أحاديث للصحفيين المتواجدين بالمطار، تُعبر عن حالة أسر الضحايا، الذين يرغبون كأقصى أمانيهم، في معرفة مصير أبنائهم سواء بالوفاة أو احتمالات أخرى. من جانبه، قال وزير الطيران المدني المصري في مؤتمر صحفي، عقده اليوم، بمقر الوزارة (شرقي العاصمة)، إن وزارته، استضافت أسر الضحايا، في فندق بالقاهرة؛ لحين اتضاح الرؤية وورود معلومات بشأن ذويهم. وأشار الوزير أن السلطات المصرية لا تزال تحتفظ بلفظ "مفقودة"، دون نفي أي احتمالات أخرى، من بينها عمل "إرهابي" أو "مدبر". وكانت وزارة الخارجية المصرية، أكدت في وقت سابق اليوم، سقوط الطائرة، بالتزامن مع تمسك وزارتي الطيران المدني والدفاع، بأنها لا تزال "مفقودة"، وأنه لم يتم التوصل بعد، إلى أسباب "اختفائها". هذا فيما قال رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، إن "كل الفرضيات والاحتمالات مطروحة" حول سبب فقدانها، وذلك في تصريحات، نقلها عنه التلفزيون الحكومي، ردًا على سؤال حول احتمالية وجود "عمل إرهابي" وراء الحادث. وبينما قال المتحدث باسم الجيش المصري، محمد سمير، في وقت سابق، إن القوات المسلحة المصرية لم تتلق أية رسائل استغاثة من الطائرة، خلافا لما ذكرته "مصر للطيران"، رجّح مراقبون ومسؤولون مصريون أن تكون الطائرة قد سقطت في البحر، بحسب ما نقلت عنهم تقارير إعلامية. وأعلنت الشركة المالكة للطائرة، أن جنسيات الركاب على النحو التالي: 30 مصريا، 15 فرنسياً، وعراقيان، بريطاني واحد، بلجيكي واحد، وكويتي واحد، وسعودي، وسوداني، وتشادي، وبرتغالي، وجزائري، وكندي"، إضافة إلى الطاقم المؤلف من 10 أفراد. وأشار بيان أولي صادر عن "مصر للطيران"، صباح اليوم، أن الرحلة رقم MS804، التي أقلعت من مطار باريس (شارل ديجول)، متجهةً إلى مطار القاهرة في الساعة 23.09 بتوقيت باريس (21.09 ت.غ)، اختفت من على شاشات الرادار، في ساعة مبكرة من فجر اليوم، موضحة، بحسب البيان، أن الاختفاء، تم بعيد دخول الطائرة أجواء البلاد، بعشرة أميال. وقال موقع "فلايت رادار 24" المعني بتتبع حركة الطائرات إن الطائرة المفقودة من طراز إيرباص إيه 320.