حافظ الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، على موقفه الداعم للمملكة، عندما أكد أن المغرب يشكل استثناء في ما يتعلق بالأمن والاستقرار بالمنطقة، بخلاف دول المغرب العربي التي تعيش على وقع الصراعات والتهديدات الأمنية الإرهابية، ما يعد استمرارا لعلاقة الوفاء والصداقة التي تربط ساركوزي، بالمغرب. ساركوزي، الذي تجمعه علاقة مقربة بالملك محمد السادس، وهو ما تأكد خلال خطابه أمام أعضاء حزبه الجمهوري أمس، قال إن "الوضع غير مستقر على حدود البحر الأبيض المتوسط باستثناء المغرب، الذي يمكن أن نعتمد فيه على ملكٍ كبير نتمنى له طول العمر". كلام الرئيس السابق لفرنسا في حق الملك محمد السادس ليس الأول من نوعه، إذ سبق له أن وصف الجالس على العرش ب"الملك العظيم" في إحدى الندوات بفرنسا، ما يعكس متانة العلاقة بين الطرفين، والتي تترجمها الزيارات الرسمية وغير الرسمية المتكررة لساركوزي إلى المغرب، حيث يملك منزلا في مدينة مراكش. خطاب زعيم الحزب الجمهوري، الذي تركز حول مسألة الدفاع، جاء في سياق الانتخابات التمهيدية تحضيرا للاستحقاقات الرئاسية المقبلة في 2017، وهي المناسبة التي تطرق من خلالها ساركوزي إلى جملة من القضايا المرتبطة بالشأن الداخلي لبلاده، إضافة إلى التحديات الأمنية التي تواجها دول المنطقة، خصوصا ما يجري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وحول تقيمه للأوضاع الأمنية بدول شمال إفريقيا، أكد ساركوزي أن "الوضع في ليبيا غير مستقر تماما، وتونس القريبة منا، التي لا تفصلها عن مدينة نيس الفرنسية سوى 780 كيلومترا، هي الأخرى تعيش وضعية صعبة"، مضيفا أن ما يحصل في تونس "يحتم علينا التحرك، لأن أمن تونس يعني أمن فرنسا". وبلغة متأسفة، تحدث الرئيس الفرنسي السابق عن الأوضاع التي تعيشها الجارة الشرقية للمغرب، قائلا: "لن أتحدث عن أصدقائنا الجزائريين، لأني أعلم أن الوضع حساس"، مشددا على أن ما يتم الترويج له رسميا في الجزائر بشأن الأوضاع الجيدة غير صحيح، "خاصة مع انهيار أسعار المواد الأولية وتبعية هذا البلد الكبير للنفط".. "ببساطة نحن في أوربا أمام تحدي كبير"، يضيف ساركوزي. وحول موقفه مما يجري في الشرق الأوسط، الذي يعيش فوضى أمنية مع غياب الاستقرار في العديد من البلدان، كسوريا والعراق، ألقى المرشح المحتمل لخلافة الرئيس الحالي، فرانسوا هولاند، بعد رئاسية العام المقبل، ب"اللوم على المجتمع الدولي"، مضيفا أنه "هو من سمح بتوسع تنظيم "داعش" في المنطقة والوصول إلى الوضع الحالي". * صحافي متدرب