في تطور مفاجئ أصدر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المشارك في حكومة عباس الفاسي، بيانا شديد اللهجة، يعبر فيه عن " وضع مسافة بينه وبين الحكومة الحالية، تنبني على قاعدة المساندة النقدية ". وانتقد البيان ضمينا دخول صديق الملك والوزير المنتدب في الداخلية سابقا، فؤاد عالي الهمة إلى البرلمان وتشكيله لفريق نيابي، وذلك من خلال الحديث في المرة الأولى، عن وافد جديد، كما في هذه العبارة : إن " وجود خيط ناظم ومترابط بين النتائج التي أسفر عنها اقتراع 7 سبتمبر، وهندسة الحكومة وعملية تدبير الشأن النيابي الذي عرف وافدا جديدا، يوحي بالعودة إلى أجواء مرحلة كنا نعتقد أن التوافق قد حصل من أجل تجاوزها " ، وفي المرة الثانية، بالإشارة إلى " استنبات معطى سلبي في الحقل النيابي " . "" وبعد انضمام مجموعة من نواب أحزاب أخرى إلى فريق فؤاد عالي الهمة ليصبح القوة السياسية السادسة في المغرب، وبفضل فريقه الذي تجاوز 30 عضوا، حصل الوزير المنتدب في الداخلية سابقا، على رئاسة لجنة الخارجية في البرلمان المغربي، وهي اللجنة التي كان يطمح إلى رئاستها حزب الاتحاد الاشتراكي. وعلمت "إيلاف" أن اسم الهمة كان حاضرا بقوة في اجتماع الحزب، غير أن البيان تفادى ذكره بالاسم. وعبر البيان عن قلق المكتب السياسي "الشديد من المنحى الذي أخذته الحياة السياسية في بلادنا بالمس بمصداقية المؤسسات وإفراغ الديموقراطية من محتواها والتقليل من شأن العمل السياسي عامة، والحزبي بصفة عامة". كما انتقد "التدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب وفي استقلالية قرارها...,إثقال الحكومة بوزراء لا انتماء لهم". في إشارة إلى إرغام أحزاب سياسية على قبول حمل وزراء للون الحزب، كما حدث مع عزيز أخنوش وزير الفلاحة ونوال المتوكل وزيرة الشبيبة والرياضة وأمينة بنخضرا وزيرة الطاقة والمعادن، بالإضافة إلى إقحام وزراء أطلق عليهم عباس الفاسي وزراء المجتمع المدني. البيان المفاجئ جاء أياما بعد تعيين حكومة عباس الفاسي، والتي شارك فيها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بخمسة مقاعد حكومية، منها منصب وزير دولة بدون حقيبة أسندت إلى الكاتب الأول للحزب محمد اليازغي وحقيبة وزارة العدل لنائب الكاتب الأول للحزب نفسه عبد الواحد الراضي. وقد خلق البيان التباسا كبيرا لدى الطبقة السياسة، إذ أصبح، لدى البعض، الحزب من أحزاب المعارضة بهذا البيان، لكن قيادييه مازالوا أعضاء في الحكومة الحالية، بينما تحدث قياديون من الحزب، كعبد الرفيع الجواهري، عن دخول الحزب إلى المعارضة، وقال في تصريحات صحافية إن كل من يطلع على البيان يدرك أن الحزب أضحى في المعارضة. وذهبت صحيفة "الأحداث المغربية"، التي يساهم فيها قياديون من حزب الاتحاد الاشتراكي، إلى أن هذا البيان قد يكون لامتصاص الانتقادات التي واجهت المشاورات وطبيعة المشاركة في الحكومة، كما تحدث عن إمكانية منافسة فريق الوزير السابق في الداخلية عالي الهمة، الذي أطلق عليه "الأصالة والمعاصرة، وقالت الصحيفة أن الحزب لا يريد أن يترك لهذا الفريق الفرصة للقيام بدور المساندة النقدية للحكومة.