اصطفت وزير العدل الفرنسية السابقة، رشيد داتي، إلى جانب المغرب في أزمته الأخيرة مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التي وصف ضمنها سيادة المغرب على الصحراء ب"الاحتلال"، خلال زيارته بداية مارس الجاري إلى منطقة بئر لحلو، في الوقت الذي نوهت بالوضعية الأمنية والاستقرار الذي تنعم به المملكة. رشيدة ذاتي، التي كانت ضمن الحاضرين في الجلسة الافتتاحية لمنتدى "كرانس مونتانا" بالداخلة، وصفت في تصريح لعدد من وسائل الإعلام، تصريحات المسؤول الأممي ب"الصادمة"، معبرة عن مفاجئتها بها، ومشددة على إدانتها. وأكدت وزيرة العدل الفرنسية السابقة، أن الأمين العام للأمم المتحدة مطالب بالتراجع عن تصريحاته والاعتذار للمغرب، "إذ لا يليق بمسؤول أممي أن يصف سيادة المغرب على صحرائه بالاحتلال"، حسب تعبيرها، مضيفة أن المغرب "لا يتحمل مسؤولية الوضعية التي شاهدها كي مون في المخيمات"، في إشارة إلى تأكيده أنه تأثر بالأوضاع الصعبة التي تعيشها ساكنة هذه المخيمات. وأكدت المتحدثة ذاتها دعم فرنسا للمغرب، ليس فقط في المجال السياسي والاقتصادي، وإنما أيضا في مجال تطوير الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة، معبرة عن فخرها بما أسمته "الوضع المتقدم للمملكة بالمقارنة مع دول الجوار". وشددت البرلمانية الأوروبية، على أنها تدعم المغرب بشكل مستمر، ليس فقط لأنها من أصول مغربية، وإنما بدافع الالتزام السياسي والإنساني، معتبرة أن "بلدها الأصل يعد نموذجا للاستقرار، خاصة مع محافظته على أمنه ووقوفه في وجه التهديدات الإرهابية والفوضى التي تستهدف عددا من الدول المحيطة به". واعتبرت السياسية الفرنسية أن على الجميع الاستفادة من التجربة المغربية، سواء تعلق الأمر بالمجالات الاقتصادية والسياسية أو حتى الأمنية، مضيفة أن المملكة "أصبحت مؤهلة لإعطاء الدروس لعدد من الدول، خاصة بعد تحقيقها عددا من المنجزات في مجال حماية البيئة وتطوير الطاقات المتجددة، وكذا الحد من الاحتباس الحراري، في أفق تنظيمها قمة المناخ القادمة في نونبر من هذه السنة". وجددت داتي تنويهها بوضعية المرأة في المغرب، خاصة بعد تبنيه عددا من الإصلاحات القانونية، وتغيير مدونة الأسرة، مشددة على أنه "لا يوجد نظام قضائي متكامل في العالم، لكن المغرب بدأ يحصد ثمار الإصلاحات التي نهجها"، على حد تعبيرها.