اهتمت الصحف العربية الصادرة ، اليوم السبت، بتعيين وزير الخارجية المصري الأسبق ، أحمد أبو الغيط، أمينا عاما جديدا للجامعة العربية ،والمناورات العسكرية (رعد الشمال)، التي اختتمت أول أمس الجمعة بمحافظة (حفر الباطن) شمال المملكة العربية السعودية، وقرار الجامعة العربية تصنيف (حزب الله) "منظمة إرهابية"، فضلا عن مواضيع إقليمية ومحلية. ففي مصر كتبت جريدة (الأهرام) في افتتاحيتها تحت عنوان "الجامعة العربية وقيادة جديدة" أن اختيار أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق، أمينا عاما جديدا لجامعة الدول العربية يأتي وسط ظروف عصيبة، ومرحلة دقيقة تمر بها الأمة العربية، التي يواجه بعض دولها خطر التمزق والانقسام، ويواجه البعض الآخر خطر الإرهاب والتطرف، أو الحروب الأهلية، كما في سوريا والعراق واليمن وليبيا. وأضافت أنه لذلك يعلق الكثيرون آمالا كبيرة على القيادة الجديدة من أجل زيادة فاعلية العمل العربي المشترك، وإعادة اللحمة بين الأشقاء لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة، وأولها إعادة ترتيب البيت العربي على أسس راسخة، وتلافي الخلافات والانقسامات التي أضعفت دور الجامعة العربية، وإنهاء النزاعات والأزمات التي تعصف بالمنطقة، والقضاء على الجماعات المسلحة، والحفاظ على الدولة الوطنية، ووحدة تراب الدول الأعضاء وصون استقلالها، وسلامة شعوبها. أما جريدة (الجمهورية) فكتبت في افتتاحيتها بعنوان "القدرة العربية ومواجهة التحديات " أنه إذا كان الهدف المباشر لمناورات "رعد الشمال" رفع جاهزية قوات الأفرع الرئيسية برا وبحرا وجوا وزيادة فاعلية التنسيق في المهام المشتركة، في ضوء التحديات التي تواجهها الأمة العربية من القوي المعادية لمنعها من تحقيق خططها التنموية والعمرانية، فإن الهدف الأسمى هو ما قاله الرئيس المصري من أن هذه المناورات ليست موجهة ضد أحد ولكنها رسالة تعكس قدرة العرب على الاصطفاف والدفاع عن مصالحهم في وجه الأزمات مع تأكيد خاص بالحرص على أمن الخليج العربي الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري ولن نقبل المساس به تحت أي ظرف. و في قطر ، واصلت الصحف التنويه بمدى فعالية مناورات (رعد الشمال)، التي اختتمت أول أمس الجمعة بمحافظة (حفر الباطن) شمال المملكة العربية السعودية ، إذ أكدت صحيفة ( الشرق) أن رسالة هذه المناورات "قد وصلت إلى كل أنحاء العالم، حيث أثبتت الدول المشاركة مدى جاهزيتها القتالية، فضلا عن سرعة استجابتها في مواجهة التهديدات من خلال القدرة على حشد عدد كبير من القوات من مختلف دول العالم العربي والإسلامي في زمن قياسي. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها "سيظل صدى رسالة (رعد الشمال) يتردد لوقت طويل في العالم، مؤكدا على قوة عزم هذا التحالف العربي والإسلامي على الدفاع عن الأمن القومي للأمة ومواجهة أي تهديدات آنية أو مستقبلية، ضمانا للأمن والاستقرار في المنطقة". من جهتها ، اعتبرت صحيفة (الوطن) أن حضور أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الفعاليات النهائية لهذه المناورات "تترجم حرصه على اضطلاع دولة قطر، بدور فاعل ومؤثر وقوي لمجابهة تحديات قضايا الأمن والدفاع الإقليمي في إطار تنسيق وتعزيز الجهود المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في المناورات". وأبرزت الصحيفة في افتتاحيتها أن مشاركة قطر "المتميزة" في مناورات (رعد الشمال ) "تجسد على وجه خاص أهمية المستويات العظيمة من التنسيق والتعاون بين قطر والسعودية، إلى جانب تعزيز العمل المشترك مع جميع الدول الأخرى المشاركة في هذه المناورات العسكرية المهمة". وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن الدول المشاركة في (رعد الشمال)، اتفقت على الوقوف صفا واحدا ضد الأخطار التي تهدد الجميع، سواء الإرهاب بكل أشكاله ومن يقف وراءه، أو القوى الإقليمية صاحبة الأطماع والطموحات في تصدير الثورات والفتنة الطائفية، وغيرها من التهديدات والمخاطر. وأوضحت أن مشاركة قوات دولة الإمارات في هذه المناورات هو تأكيد على الدور الإيجابي والفعال لهذه الدولة الفتية في الذود عن حمى الأمتين العربية والإسلامية. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها، أن عملية (رعد الشمال) التي شاركت فيها عشرون دولة عربية وإسلامية، والتي تعد من أكبر المناورات العسكرية التدريبية في العالم من حيث عدد الدول المشاركة وكمية ونوع السلاح المستخدم، والتدريب، تأتي في وقت هام من عمر الأمتين العربية والإسلامية مع تزايد خطورة التحديات والتهديدات المتصاعدة للعالم أجمع. وأبرزت أن هذا التمرين الرئيسي حول محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة وحرب العصابات والحروب غير التقليدية، جاء ليبين قدرة العالم الإسلامي على مواجهة المخاطر بالاعتماد على قدراته وبسالة أبنائه، وليؤسس لمرحلة جديدة وضعت لبنتها عملية (عاصفة الحزم) و(إعادة الأمل) باتخاذ القرار والمبادرة والانطلاق لتحقيق الهدف، ويؤكد قدرة أبناء الأمة على تحمل المسؤولية على أكمل وجه. ومن جهتها، انتقدت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال زيارته الأخيرة لاسرائيل، والتي كرر فيها " معزوفة براءة إسرائيل من كل ما يجري على الأرض الفلسطينية من عنف وقتل، محملا الشعب الفلسطيني المسؤولية". واعتبرت أن ما قاله بايدن ليس غريبا فهو "أسطوانة أمريكية مشروخة يرددها كل السياسيين الأمريكيين في قمة الهرم أو في مراكز القرار، وهناك سباق بين كل هؤلاء على تقديم فروض الولاء للكيان الصهيوني الذي يمثل قاعدة أمريكية متقدمة في المنطقة، وركنا أساسيا من أركان كل الاستراتيجيات التي تستهدفها". وفي البحرين، انتقدت صحيفة (الوطن) البيان الأخير للمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة حول البحرين، قائلة إنه بات من الواضح أن عمل منظمات وهيئات دولية بعضها ينضوي تحت المظلة الأممية، يقوم على محاربة أي شيء له صبغة رسمية، كما أن هناك دولا "يتم استهدافها بشكل صريح، بالأخص دول الخليج". وأعربت الصحيفة عن استغرابها أن "تصل مثل هذه المنظمات الدولية لهذا الدرك الأسفل من انعدام الحيادية والإنصاف"، مبرزة أن خطوات البحرين واضحة في حقوق الإنسان، وما صدر عن المفوضية "كلام غير عادل ولا منصف"، رغم أن البحرين من أكثر الدول المتعاونة معها من خلال قبول الزيارات والوصول لمحاضر التحقيق والأحكام (...). وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة (الأيام) إنه حتى اليوم، تؤكد القوى السياسية اللبنانية الرئيسية عروبتها وبعدها القومي، لكن الجميع يعلم أن "لبنان كدولة اليوم مختطف إلى حد كبير"، مشيرة إلى أن ما يجري اليوم ليس جديدا تماما على اللبنانيين، ذلك أنه لسنوات عديدة "عملت القيادة السورية للهيمنة على جميع مظاهر الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان"، ومع تفجر الأزمة السورية وصل حد التدخلات الخارجية في لبنان إلى حد بات لا يضر لبنان نفسه فقط وإنما الوطن العربي كله. وأكدت الصحيفة أن "اختطاف لبنان على هذا النحو وإبعاده عن امتداده القومي يصيب بالألم كثيرا من الناس في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي"، وأن الجميع يرغب في "إنهاء حالة التوتر في لبنان ومع لبنان، بعد أن يعود لبنان لجادة الصواب"، محذرة من أن لبنان، الذي يعد صورة مصغرة للانقسامات وغياب القدرة على الوحدة والإنجاز، يواجه أخطار سياسية واقتصادية وديموغرافية باتت تشكل تهديدا وجوديا له بالفعل. وبلبنان، اهتمت الصحف بقرار الجامعة العربية تصنيف (حزب الله) "منظمة إرهابية"، إذ علقت (النهار) بالقول "في قرار يعكس تصاعد التوتر بين المملكة العربية السعودية وايران"، أعلن وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، أمس، تصنيف "حزب الله" اللبناني "إرهابيا "، وذلك بعد اسبوع من قرار مماثل لمجلس التعاون الخليجي. أما (الجمهورية) فأشارت الى أن الاستحقاق الرئاسي سيبقى عالقا لغياب التوافق الداخلي والخارجي عليه، وعلى رغم الآمال التي بدأ يعقدها البعض على الجلسة الانتخابية المقررة في 23 من مارس الجاري، فإن المعطيات الماثلة لا تشي بإمكان توافر التوافق المحلي والاقليمي المطلوب لتأمين انتخاب رئيس جمهورية جديد على رغم الرهانات على احتمال حصول تواصل أو تلاق سعودي - إيراني في لحظة ما. وأبرزت أن استمرار التصعيد بين المملكة العربية السعودية هي الأخرى تصنيف مجلس وزراء الخارجية العرب من القاهرة الحزب " تنظيما إرهابيا"، في خطوة تأتي بعد التوصيف نفسه الذي أعلنته السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الداخلية العرب.