كما كان متوقعا، اصطف دعاة وناشطون سلفيون لدعم الشيخ يحيى المدغري، خطيب مسجد حمزة بن عبد المطلب بحي سيدي موسى بمدينة سلا، عقب قرار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، توقيفه نهائيا من الخطابة، مقابل انشراح شيعة مغاربة وانتقادهم لمضمون خطبة المدغري. وبعث الشيخ السلفي عادل رفوش رسالة مفتوحة إلى وزير الأوقاف، على خلفية قرار توقيف "خطيب سلا" بعد خطبة نُسب إليه قوله فيها إن منكرات بعض أهل الريف سبب في العقوبة الإلهية بتسليط الزلازل عليهم، قبل أن يعمد إلى الاعتذار وتوضيح أن قصْده هو مروجو المخدرات. ووقف رفوش إلى جانب المدغري مبررا "صواب ما وعظ به الخطيب الصالح الفقيه الجليل سيدي يحيى المدغري حفظه الله؛ إذ ذكر الناس كل الناس بما هو مستساغ، حتى ولو كانوا ملائكة"، متسائلا: "هل الوزير التبست عليه الفتاوى العلمانية..وهو الذي أُنيط به رعاية الحقل الديني وحماية الأمن الروحي". وتابع رفوش بأن "المفترض في الوزير أن يكون أبعد نظراً، وأوفق شرعاً، وأقرب رحما للعلماء والخطباء؛ يدفع عنهم المظالم، ويزيل غبش سوء الفهم؛ لا أن يرجح كفة المتحامل وجانب المتعالم؛ وأن يستوعب السياق ويدرك الخطاب، ويكون الناطق الرسمي عن مرامي المتشرعين". وهاجم الداعية السلفي التوفيق بقوله: "إنك أيها الوزير لم تعد مهيكلا للحقل الديني، بل إنك تسعى إلى هيكلة عقول العلماء والخطباء"، داعيا إياه إلى الاعتراف بخطئه وإصلاح ما جنته يداه في قضية المدغري، مخاطبا إياه بالقول: "لا تسمح لوزارة في حجم وزارتك أن تكون ألعوبةً في أيدي من لا يفقهون قولا". وأكمل الداعية المراكشي: "لئن اتفق المغاربة جميعاً على أن بلدنا المبارك ليس مُثلَّث شياطين؛ فإنهم يتفقون على أنه ليس بيتَ الملائكة المعمور، فلا حرج على من غلب أحياناً إيقاظاً وترهيباً؛ لأن بساط خطاب أئمتنا يكاد يترهل رجاء وإرجاء؛ ويوشك أن يذبُلَ بمصالح مرسلة وبرخص التيسير والمقاصد". وفي الضفة المقابلة، اعتبر الناشط عصام حميدان، في صفحته على "فيسبوك"، أن "قرار وزير الأوقاف في محله، لأن هذا الشيخ لا يملك فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالآمر بالمعروف يجب أن يكون عالما به، كما الناهي عن المنكر يجب أن يكون عالما به". وأورد حميدان أن "الموعظة يجب أن يختار لها الخطيب التوقيت المناسب، فضلا عن الكيفية المناسبة، خاصة في ظل المحنة النفسية التي يعيشها أهل الريف، وأن يرشدهم إلى ما ينبغي فعله في مثل هذه الحالات، من إقامة لصلوات الخوف، وإكثار من قراءة سورة الزلزلة، وأدعية خاصة بالحالة المذكورة". والأهم من ذلك، يضيف المتحدث، أن "يدعو الخطيب السلطات إلى أن توفر للساكنة ملاذات آمنة، وأن تعمق التواصل مع الساكنة لتشرح لهم علميا ما يقع، واحتمالات تداعيات ذلك، لتهدئة روع الناس وتطييب خواطرهم"، ليخلص إلى أن "من يتصدى للخطابة والدعوة بلا فقه النص والواقع فهو كمن يحرث الشوك".