لم تمر تصريحات الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، خلال حديث له أخيرا أمام مجموعة من رجال الأعمال والسفراء بدولة الإمارات، والتي امتدح فيها الملك محمد السادس، واتهم الجزائر ضمنيا بتعطيل التنمية المغاربية، دون أن تثير حفيظة منابر إعلامية جزائرية. ووصفت جرائد جزائرية ساركوزي بأنه "مجرد سياسي منافق يطلب ود المملكة، من خلال تعمد استفزاز الجزائريين، خاصة بتصريحاته التي يطلقها حول نزاع الصحراء، والحدود البرية المغلقة مع المغرب منذ 1994"، مضيفة أن "ساركو" يعادي من سمته "الشعب الصحراوي"، ويهادن "المخزن المغربي". وقالت صحيفة "الخبر" إن ساركوزي تعمد استفزاز الجزائر مجددا، وهذه المرة من أرض الإمارات، بمساندته مقاربة المغرب في حل نزاع الصحراء، متهما الجزائر بطريقة غير مباشرة بتعطيل التنمية في المنطقة المغاربية، من خلال غلق الحدود مع المغرب. وكان ساركوزي أكد أن موقفه، الذي يتناسب مع موقف فرنسا، واضح منذ زيارته إلى العيون سنة 1991، وهو "مغربية الصحراء"، متابعا: "من الصعب إقناعنا بالحاجة إلى وجود جمهورية صحراوية مستقلة في منطقة معرضة للخطر الإرهابي كما يحدث في مالي والنيجر". وأبدت الصحيفة امتعاضها من المديح الذي كاله الرئيس الفرنسي السابق للملك محمد السادس، خصوصا عندما قال: "ليس متاحا أمام الجميع امتلاك حكمة ملك المغرب الذي عدل الدستور مع اندلاع الربيع العربي، إذ اتخذ خطوات سياسية جريئة ضمنت السلام للبلاد"، منتقدا ضمنيا مسار التنمية بالجزائر. ومن جهتها وصفت صحيفة "الشروق" ساركوزي بأنه "شخص منافق يبحث عن رضا المخزن المغربي، ويتعمد التجني على الجزائر والتهجم عليها، عبر ورقة الصحراء، والحدود المغلقة مع المغرب، فضلا عن عدائه الشديد إزاء الصحراوين، بتبنيه أطروحة المملكة قائلا: "الصحراء أرض مغربية..". وانتقد المنبر الجزائري ذاته تصريحات ساركوزي بشأن نزاع الصحراء، متهما إياه ب"مناقضة مبادئ القانون الدولي ولوائح الأممالمتحدة التي تتيح للشعوب اختيار نمط حكمها"، وبأنه "تجاوز حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ونيله الاستقلال"، حسب تعبير "الشروق". واعتبر المصدر ذاته أن "ما تفوه به ساركوزي مليء بالمغالطات السياسية والتاريخية، لأن قضية الصحراء سابقة بعقد كامل من الزمن على غلق الحدود البرية بين البلدين"، والذي كان سببه الاتهامات التي نعتتها ب"الواهية"، التي أطلقها المغرب في حق الجزائر بعد اعتداء إرهابي استهدف فندق "أطلس أسني" بمراكش. واتهمت الصحيفة ذاتها ساركوزي بكونه "يسعى إلى إشراك الصهاينة في الاتحاد المتوسطي"، مبينة أن هذا "الأمر ترفضه الجزائر جملة وتفصيلا"، قبل أن تصف الرئيس الفرنسي السابق بأنه "موال كبير للصهاينة، ولذلك استبق ردة فعل الجزائريين، وأكد أنه يحب الجزائر كثيرا"، وفق تعبيرها.